تعرضت إيران مؤخراً لعطل في شبكاتها الإلكترونية طال كل القطاعات وحتى بعض البنى التحتية، وقد أشار موقع NetBlocks المتخصص بمتابعة حركة الإنترنت حول العالم بأن خدمات الإنترنت في إيران تعرضت لاضطرابات بالخدمة وخاصة خوادم حكومية وصناعية، وتركزت الهجمات على خوادم تابعة لقطاعات مالية ونفطية وبتروكيميائية، وهذا ما قد يتسبب بخسائر مالية ضخمة، وقد يصل لتعطل الأعمال التشغيلية لتلك المنشآت، وهذا الهجوم السيبراني أتى بعد تهديد أميركي بأن يكون الهجوم السيبراني أحد خيارات الرد على هجمات أرامكو. فقد تعرضت أرامكو مؤخراً إلى هجمات طائرات من دون طيار على منشأتي نفط سعوديتين، وقد أعلنت ميليشيا الحوثي، المدعومة من إيران في اليمن مسؤوليتها عن هجمات استهدفت شركة أرامكو السعودية العملاقة لإنتاج النفط، وقالت إنها استخدمت 10 طائرات مسيرة لتنفيذ ذلك الهجوم. الجدير بالذكر أن الولاياتالمتحدة شنت في السابق هجمات كبيرة على الإنترنت ضد إيران، وعلى الأقل ثلاث مرات خلال العقد الماضي بهدف إيقاف برامجها النووية أو الصاروخية ومعاقبة البلاد أو إرسال رسالة واضحة إلى قيادتها مفادها أنه ينبغي عليها إنهاء دعمها للجماعات المتشددة بالوكالة. إن رد الولاياتالمتحدة يندرج تحت مبدأ حق الدفاع الشرعي، فعندما تحققت شروط استخدام هذا الحق كان لزاماً الرد على مثل هذه الهجمات، فالولاياتالمتحدة ترغب في حماية مصالها النفطية في المملكة بالتالي أقدمت على هجوم سيبراني ضد إيران لردع إيران. إن ما قامت به الولاياتالمتحدة يعد في إطار القانون الدولي، فقد تحقق وجود هجوم مسلح كما أن هذا الهجوم قد وقع فعلاً وليس محتمل الوقوع، كما أن شرطي التناسب والضرورة تحققا، فالهجوم كان بالضرورة اللازمة لرد الهجوم، كما أن فعل الدفاع يعد مناسباً لفعل الهجوم ولا يفوقه في الحدة. إن استخدام الهجمات السيبرانية كرد لأي هجوم أياً كان نوعه يعد وسيلة جديدة من وسائل الحرب والتي باتت مقبولة دولياً وفي الإطار القانوني والشرعي، إن الاستعداد والتأهب السيبراني هو ضرورة حتمية لا تقل أهميتها عن الاستعداد بالأسلحة التقليدية والدبابات والصواريخ.