بالرغم من التركيز العالمي الكبير على تداعيات الاعتداءات الإرهابيىة على معامل بقيق وخريص وما أثير من مخاوف أزمة نفط عالمية، إلا أن أكثر ما لفت أنظار الإعلام العالمي، الذين دعتهم شركة أرامكو السعودية للوقوف على حجم الضرر الذي استهدف أمن إمدادات الطاقة العالمي، قدرة أرامكو الفائقة لإدارة عمليات إنتاج وتوريد 15 مليون برميل مكافئ من النفط والغاز يشكل النفط منها 12 مليون برميل، بينما يشكل الغاز ثلاثة ملايين برميل مكافئة معززة بمركز تخطيط وتنظيم توريد الزيت الذي يتابع بدقة حركة النفط الخام، والغاز الطبيعي، والمنتجات المكررة في أرامكو السعودية، والذي يعد الوحيد من نوعه في العالم ويشكل العصب في عمليات أرامكو السعودية. ولفت مركز تخطيط وتنظيم توريد النفط والغاز الأنظار بدوره الاستراتيجي الأهم بتمكين الشركة من متابعة كل قطرة زيت وكل ذرة غاز من منبعها في البحر أو على اليابسة عبر خطوط الأنابيب وعشرات معامل الشركة وصولاً للمستفيد النهائي. ويضم المركز شاشات خلفها مجموعة ضخمة من أجهزة الحاسب السريعة والذكية والدقيقة جداً تربطها مع معامل الشركة المختلفة شبكة اتصالات متطورة حيث تمثل هذه المنظومة الكاملة السيطرة التامة على إمدادات النفط والغاز وضبط تداولاتها ومخزونها. وتتمركز عمليات المركز بالمراقبة والرصد والتدخل إذا لزم الأمر لإعادة الأمور لنصابها من خلال خطط موضوعة، في وقت تتدفق عمليات الزيت الخام من آلاف الآبار إلى 60 معملاً في البر والبحر تمر عبر خطوط الأنابيب ومنها إلى المستفيد النهائي إما للأسواق العالمية أو للمصافي المحلية وأبرزها معامل خريص ومنيفة. فيما تتم معالجة الغاز وسوائل الغاز في 11 معملاً والناتج من معامل الغاز وهو الغاز المعالج يذهب لمحطات الكهرباء وتحلية المياه وللصناعات الأخرى، ومن ضمن المعامل معمل واسط والشيبة، في وقت تمثل سوائل الغاز الطبيعي اللقيم الأساسي للصناعات البتروكيميائية بالمملكة. ويفخر المركز بسواعد وعقول أبناء الشركة الوطنيين بنسبة 100 % من فنيين ومهندسين يدفعهم حب الوطن وروح المسؤولية والتميز. وهذا المركز يليق بحجم العملاق العالمي الأكبر في صناعة الطاقة حيث أصبحت الشركة معياراً عالمياً، ليس فقط في الحجم بل في الكفاءة والجودة والموثوقية والتطور التقني والابتكار. وأكدت أرامكو بأن مركز تخطيط وتنظيم توريد الزيت دلالة على تميز أرامكو السعودية حيث إن مركز تنسيق العمليات هو مركز التحكم الرئيسي لأعمال الشركة، وليس له مثيل في العالم، ويتحكم المركز في إنتاج 15 مليون برميل مكافئ من النفط الخام والغاز، من خلال شبكة متكاملة من المرافق في البر والبحر وفي جميع مناطق المملكة. ويتابع المركز أيضاً عمليات خضوع مصافي أرامكو للصيانة والعمل لتأمين إمدادات فترة الإغلاق. والمملكة لديها مشروع الخزن الاستراتيجي الجبار الذي أنشأته الدولة ويضم خمسة مراكز خزن موزعة في مختلف مناطق المملكة بطاقة تخزينية 12 مليون برميل تشمل البنزين والديزل ووقود الطائرات التي تضمن إمدادات وافرة تحت مختلف الظروف حيث تدير أرامكو وتشغل المخزون بخلاف 20 محطة توزيع في أنحاء البلاد مرتبطة بخطوط الأنابيب التي تنقل النفط ومشتقاته داخل المملكة بطول 25 ألف كيلو متر. إضافة إلى تطوير إنتاجية آبار قديمة نظراً لتطور التقنيات التي مكنت من رفع إنتاج العديد من الآبار بنسبة 60 %. وتؤدي شركة «أرامكو» دوراً محورياً استراتيجياً مهماً خلال فترة الحج حيث تؤمن إمدادات لأكثر من 30 ألف طائرة في القدوم والمغادرة في فترة ثمانية أيام فقط، حيث تستعد الشركة للحج قبل موسمه بستة أشهر من تعبئة الخزانات بنحو 100 مليون برميل ديزل وأخرى بنزين ووقود طائرات وتتواجد أرامكو في قلب عرفة لخدمة طائرات ومعدات الدفاع المدني وغيرها من خلال مخازن مؤمنة. ونوهت الصحافة اليابانية بمركز التحكم بالبترول في الظهران والذي يتحكم في جميع أعمال النفط بالمملكة ويراقب كل قطرة نفط من المنبع للمصب أي من التنقيب والاستكشاف إلى التكرير إلى التوزيع والشحن عبر الأنابيب أو الشاحنات أو البواخر حيث إن جميع تحركاتها مرصودة في موقع تحكم واحد بما يدعو إلى الفخر حيث انبهر اليابانيون بوجود مركز يتابع كافة شؤون إنتاج النفط والغاز في موقع واحد وليس له مثيل في أي بلد في العالم. واليابان لديها 30 مصفاة أي ضعف مصافي المملكة وكل مصفاة تعمل بمفردها من شراء للنفط وتكريره وبيعه في ظل افتقارها لمركز موحد، وتستهلك اليابان محلياً أربعة ملايين برميل والمملكة أكثر من يمدها باحتياجها بنسبة 40 % أي بطاقة 1,2 مليون برميل يومياً من الإمدادات السعودية اليومية لليابان مدفوعة بموثوقية إمدادات المملكة.