أدت الاعتداءات على مواقع أمن الطاقة العالمي في المملكة لفقدان حوالي 6 % من إنتاج النفط العالمي وارتفاع أسعار الخام، في وقت تعكف المملكة لاستعادة ما يقرب من ثلث الإنتاج المعطل. وأدت صدمة العرض إلى ارتفاع أسعار العقود الآجلة للنفط الأميركي بنحو 9.2 % إلى 59.89 دولارا للبرميل يوم أمس الاثنين. وارتفع خام برنت، المقياس العالمي لأسعار النفط، بنسبة 10.4 % إلى 65.56 دولارا للبرميل في التعاملات الأوروبية المبكرة يوم أمس. ولم يأتِ تصنيف أشهر الوكالات الائتمانية العالمية لشركة أرامكو السعودية، من حيث قدرتها على الوفاء بالتزاماتها وتعهداتها لعملائها لإمدادات نفطية آمنة موثوقة في حالات الطوارئ، عند مستوى امتياز مرتفع مع نظرة مستقبلية مستقرة... من فراغ، بل أتى من واقع ملموس تكشف عنه نتائج سلسلة الأحداث الإرهابية التي تعرضت لها أعمال أرامكو للنفط والغاز والتكرير والتي أثبتت مدى قوة الشركة بقدرتها على رفد سوق الطاقة العالمي بشحنات النفط الخام والمنتجات البترولية المتفق عليها دونما انقطاع رغم الاعتداءات والتي تتسبب في الغالب في إطفاء المنشآت النفطية والمعامل ووقف الإنتاج المؤقت لاحترازات الأمن والسلامة. في وقت تنعم المملكة بمخزونات هائلة للنفط الخام بلغت 205.38 ملايين برميل يوميًا في ديسمبر 2018، مسجلة أدنى مستوى لها منذ عقد، فضلاً عن الطاقة الفائضة الفعلية التي بلغت 2.3 مليون برميل يوميا في أغسطس وتشكل أكثر من ثلثي الطاقة الفائضة لدى أوبك البالغة 3.2 ملايين برميل يوميا، وفقا لتقديرات وكالة الطاقة الدولية، وإجمالا، تحتفظ المملكة بحوالي مليون إلى مليوني برميل يومياً من النفط كطاقة احتياطية مخصصة للاستخدامات الطارئة لمختلف الظروف الطبيعية والسياسية العالمية والاضطرابات التجارية الدولية وكبديل وحين اشتداد الطلب القوي بشكل غير عادي على النفط. وأكدت أرامكو أن المملكة ضخت لفترة قصيرة رقمًا قياسيًا بلغ 11 مليون برميل يوميًا في أواخر العام 2018. وأن أرامكو قادرة على ضخ 12 مليون برميل كحد أقصى يوميًا، وتتمتع المملكة بإمكانية الوصول إلى 500 ألف برميل أخرى من الطاقة الإنتاجية في المنطقة المحايدة التي تتم مشاركتها مع الكويت، وتستخدم الشركة هذه الطاقة الاحتياطية كخيار بديل للإمداد في حالة انقطاع الإنتاج غير المخطط له في أي مجال والحفاظ على مستويات الإنتاج أثناء الصيانة الميدانية الروتينية. وقالت الشركة في استبيان مخزوناتها في عرضها التقدمي لسنداتها الدولية: إن القدرة على الاستفادة من طاقتها الفائضة تسمح لها أيضًا بالربح بشكل كبير في أوقات ضيق السوق، ما وفر إيرادات إضافية بقيمة 35.5 مليار دولار من العام 2013 إلى العام 2018. وتدير الشركة أربع محطات خام بسعة تخزين إجمالية تبلغ 66.4 مليون برميل كما في 31 ديسمبر 2018، ما يسهم في مرونتها التشغيلية ويدعم موثوقية الإمداد، وتقوم الشركة بتتبع المواد الهيدروكربونية عن كثب من أجل مراقبة وتحسين عمليات توصيلها، وللشركة نقاط تسليم دولية استراتيجية تقع في روتردام في هولندا وعين السخنة في مصر والفجيرة في الإمارات وأوكيناوا في اليابان. وتمثل محطة النفط الخام ومرافق التخزين في هولندا واحدة من أكبر شركات تخزين ونقل النفط في منطقة اليورو وتعالج 35 مليون متر مكعب من النفط سنويًا أي ربع إجمالي الكمية المتداولة في المنطقة، ويتم شحن النفط من دول تشمل روسيا وفنزويلا وكذلك من المملكة العربية السعودية، وعند وصولها يتم تخزينها في 33 خزانًا قبل توزيعها على مختلف العملاء المحليين والدوليين عبر خطوط الأنابيب. فضلاً عن قدرات أرامكو الهائلة في تأمين عشرات ملايين البراميل من نفطها الخام في مراكزها العالمية للتخزين لتفادي المشكلات الجيوسياسية وأحدثها منشآتها لتخزين النفط في ميناء الفجيرة بالإمارات بطاقة تخزينية أكثر من مليون برميل لدعم عملياتها التجارية الدولية وضمان تدفق إمدادات سريعة ومرنة للمشترين ولاسيما لدول آسيا التي تستحوذ أكبر الواردات بنسبة 51 % من أجمالي صادرات النفط السعودي. كما تمتلك أرامكو أكبر محطة تخزين للنفط الخام في أميركا في مصفاة بورت آرثر في تكساس وهي أكبر مصفاة للنفط الخام في موقع واحد في أميركا الشمالية بطاقة إنتاجية تبلغ 635,000 برميل من النفط الخام يوميًا وتمتلك 24 محطة توزيع مع قدرة تخزين 8.2 ملايين برميل من النفط. وتنفذ أرامكو مشروعاتها الخارجية لخزن النفط وفق اتفاقات مع حكومات الدول تمكنها من استخدام صهاريج التخزين لأغراض تجارية مقابل إعطاء الأولوية لتوريد النفط الخام لتلك الدول في حالة الطوارئ. ونجحت شركة أرامكو بالظفر باتفاقية تسمح لها بتخزين حوالي 6.3 ملايين برميل من الخام في جزيرة أوكيناوا في اليابان لتسهيل عمليات تسويق النفط في اليابان والدول المجاورة لها. وتسعى اليابان للاحتفاظ بأكثر من 300 مليون برميل من النفط الخام في احتياطي النفط الاستراتيجي، في وقت تلتزم شركات المصافي والموردون في اليابان بالاحتفاظ بكميات تعادل فترة 70 يوما من استهلاك النفط الخام والمنتجات النفطية المحلية كجزء من حفظ احتياطي النفط الاستراتيجي. وزادت "أرامكو" طاقتها التخزينية للنفط الخام في أوكيناوا في اليابان بمقدار 1,9 مليون برميل إلى 8,2 ملايين برميل حيث يدعم هذا المشروع عمق شراكة "أرامكو" مع اليابان ويحقق أهداف ذات فوائد كبيرة مشتركة للجانبين وفق اتفاقية استئجار لخزانات النفط الخام لصالح أرامكو تخولها للتخزين والتسويق لبلدان المحيط الهادئ، وذلك مقابل منح اليابان أولوية شراء كل الخام في الخزانات في حال حدوث نقص غير متوقع.