حلّت علينا ذكرى التأسيس باليوم الوطني المجيد التاسع والثمانين لدولتنا الفتية - أعزها الله بالإسلام وأعز الإسلام بها ورفع شأنها وحفظها وأهلها من كل مكروه في ظل قيادتنا الرشيدة وأدام الله علينا ما ننعم به من نعمة الأمن والأمان ورغد العيش -. إن هذا اليوم الذى نحتفل به في كل عام الهدف منه استشعار الحالة التي كان يعيشها أجدادنا في هذه البلاد قبل مئة عام من انفلات أمني، وحروب أهلية عبثية قضت على الأخضر واليابس، واكب تلك المرحلة فقر وعوز وجهل ومرض إلى أن تسنم قيادة البلاد الرجل العظيم الذي استمد عظمته من حجم النتائج التي حققها وهو جلالة الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود - غفر الله له ولوالديه وجزاه الله خير الجزاء وأسكنه فسيح جناته - لقيامه هو ورجاله المخلصون ببناء صرح هذه الدولة العظيمة دولة الإسلام والعروبة التي نتفيأ ظلالها وننعم بخيراتها نحن وأشقاؤنا العرب والمسلمون، فهي - ولله الحمد - الصوت المسموع عالمياً لأبناء العروبة والإسلام في جميع المحافل الدولية في المجالات الدينية والسياسية والاقتصادية والعلمية. إن تمجيدنا واعتزازنا بهذا اليوم المجيد يترجم حقيقة اعترافنا بنعمة الله علينا في توحيدنا من قبائل ومناطق متنافرة إلى مجتمع انصهر في بوتقة واحدة ومن رعاة (للشاة والبعير) إلى قادة يعترف بها القاصي والداني في جميع المجالات الدينية والسياسية والعلمية والاقتصادية حيث أصبحنا وبفضل الله إحدى الدول العشرين اقتصادياً. وهذا الوضع المميز لدولتنا ألّب علينا الحساد الذين أخذوا يتربصون بنا ريب المنون ويسعون إلى زوال هذه النعم التي نتمتع بها، والواقع يؤكد أن كل مواطن مدرك وواع وفطن يعلم يقيناً بحجم الخطورة المحدقة بنا والاستهداف الخبيث الذي تتعرض له حكومتنا وشعبنا سواء من خلال عمل أعدائنا في الداخل باستغلال بعض العناصر الساذجة المنسخلة من كرامة وطنيتها حيث يمتطي الأعداء هذه الفئة لتنفيذ مآربهم وأهدافهم العدائية الشريرة بزرع الفتنة والشقاق والاضطراب الأمني والاجتماعي بين القيادة والشعب، أو من خلال الأعمال العدوانية التي تقوم به بعض الدول المجاورة بضرب شراييننا وأنشطتنا الاقتصادية وإثارة الحروب الحدودية وهدفهم من ذلك القضاء على دولتنا التي ننعم بظلها. وهذا الأمر ليس سيناريو أتخيله أو من باب (نظرية المؤامرة) بل هو واقع مشهود ومعايش وتأكده الأحداث والأعمال العدوانية التي أخذت تمارسه دولة الحقد والشر (إيران الخميني والخامينئي) باستهداف مصادرنا البترولية عصب اقتصادنا. وكذلك قيامهم ببناء وحشد ترسانة الأسلحة الرهيبة باليمن المشتملة على آلاف الصواريخ بمختلف الأحجام التدميرية والأسلحة الثقيلة الأخرى وتقديم الأموال الطائلة، وتسليم قيادة هذه الأسلحة إلى شرذمة محسوبة على الشعب اليمني بعد أن قاموا بإعدادهم أيدولوجياً للقيام بهذا الدور العدواني المطلوب ضد المملكة. إن حرب اليمن لم تكن خياراً للمملكة، بل هي حالة فرضت عليها حيث كان من الواجب الإسراع في حسم مشكلة هذه الحشود الهائلة من الأسلحه والعتاد الحربي الرهيب قبل مباشرة العدو في بدء الحرب. إن هذا اليوم المجيد يفترض علينا أن نعاهد الله ونعاهد قيادتنا - أعزها الله - بأن نظل الجنود الأوفياء للذود عن وطننا، وأن نتصدى للأعمال العدائية أياً كان مصدرها، وأن نعمل على قوة ومتانة اللحمة الوطنية بيننا كمواطنين وبين قيادتنا، ولنا عبرة في ما حصل للشعوب المجاورة من خراب ودمار وقانا الله منها، وقديماً قيل «السعيد من اتعظ بغيره».