دراسات واستفتاءات كثيرة حاولت استكشاف القضايا التي تشكل أكثر مصادر القلق لمعظم شعوب العالم. وفي أحد هذه المسوح على مستوى شعوب 28 بلداً تأتي النتائج لتكشف عن ملامح جديدة لطريقة تفكير مجتمعات اليوم. يتبين من المسح أن القضايا الخمس الأهم لدى شعوب العالم (ومن بينهم السعوديون) هي على التوالي: الفساد المالي والسياسي في المقدمة ومعه الفقر (عدم المساواة الاجتماعيّة) بنسبة متساوية ثم البطالة في المركز الثالث يليها القلق من الجريمة والعنف (الأمن) في المركز الرابع ثم الرعاية الصحيّة في المركز الخامس. وفي الولاياتالمتحدة أظهر استفتاء أجري العام 2015 أن أكثر ما يخشاه الأميركيون هو خطر "داعش" والبرنامج النووي الإيراني واحتماليّة هجمات إلكترونيّة، ومآلات التوتر مع روسيا وأداء الاقتصاد العالمي ومشكلات تغير المناخ وما يمكن أن تفعله الصين. وتتغير المخاوف من عام إلى آخر بحسب المستجدات، ففي مسح أجرته Chapman University الأميركيّة بعنوان مخاوف أميركا الأولى للعام 2018 تظهر القائمة مصادر خوف جديدة عند الأميركيين. ففي هذا المسح أبدى الأميركيون قلقهم بحسب الترتيب أولاً من آثار وجود مسؤولين حكوميين فاسدين ثم تلوث مصادر المياه الطبيعيّة ثانياً، يليه عدم وجود أموال كافية للمستقبل ثم الخوف من إصابة بعض الناس الذين يحبونهم بمرض خطير أو وفاتهم. وبقي تلوث الهواء ثابتاً في المركز السابع كمثير لخوف الأميركيين يليه الخشية من انقراض الغطاء النباتي والحيواني ثم الاحتباس الحراري وأخيراً ارتفاع تكاليف فواتير العلاج. وفي استفتاءات أخرى نكتشف بعداً آخر في مصادر قلق الشعوب يتعلق بالأولويات والاحتياجات بحسب ظروف كل منطقة. ففي استفتاء أجراه مركز Pew Research قبل بضع سنين على مناطق العالم تبيّن أن النسبة الأعلى من سكان الشرق الأوسط يرون أن الكراهية الدينيّة والعرقيّة تشكل أكبر تهديد لها، في حين ظهر قلق الأميركيين والأوروبيين أكثر من تزايد الفجوة بين الأغنياء والفقراء. وكشف المسح أيضاً أن التلوث والقضايا البيئيّة باتا الأكثر رعباً لدى شعوب آسيا. وفي أميركا اللاتينيّة كانت الخشية من الأسلحة النوويّة الهاجس الأكبر، في حين رأى الأفارقة أن مرض الإيدز والأمراض الأخرى تشكل أكبر خطر يواجه شعوب القارة. * قال ومضى: كلما استرجعت ذكرياتي وجدتك الوحيد الحاضر في أسوأ محطاتها.