1351ه - 1932م، تاريخ عظيم تختزنه ذاكرة العالم لميلاد أمة عظيمة، خرجت من قلب الصحراء، لم يكن لديها أي من مقومات البقاء والاستمرار، ولم يكن الرهان على ذلك كبيراً من أي مراقب سياسي أو اقتصادي أو اجتماعي وقتها، لولا أن قيض الله لها رجلاً من أهلها له همة لا حدود لطموحها ولا مدى يحد إيمانه بها، فكان الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود (طيب الله ثراه)، مفتاح الخير وطوق النجاة بحول الله وقوته، يحمل بين جنباته حلماً عظيماً لأمة عظيمة، كان (رحمه الله) يقرأ مستقبلها وعمل على توفير كل ما يمكنه تذليل العقبات أما ذلك الحلم العظيم، وبدأت الأوامر الملكية تتوالى منذ ذلك التاريخ بكل منجز حضاري ونهضوي لبناء وطنٍ عظيم، ومنها ما صدر في العام 1947م، أمر ملكي كريم بمنح امتياز تأسيس شركة مساهمة للكهرباء في السعودية لعدد من المواطنين في كل من مكةالمكرمة والمدينة المنورة والطائف والرياض والأحساء، وأمر (رحمه الله) بأن تطرح للاكتتاب العام، وكانت بداية النور في الصحراء، كانت الإضاءة لا تتعدى عشرات المنازل في كل مدينة وبماكينات متواضعة. واليوم أصبحت تملك 39 محطة توليد من ضمن الأكثر حداثة وتطوراً في العالم يشغلها مهندسون وفنيون وإداريون سعوديون، وتمد أكثر من 648 ألف كيلو متر دائري ضمن شبكة متكاملة من خطوط التوزيع، وأكثر من 83 ألف كيلو متر دائري من الكابلات التي تغطي 99 في المئة من أرضي المملكة، وتوفر 76.9 ألف ميجاوات من الطاقة الكهربائية ل 9.4 ملايين مشترك في أكثر من 13 ألف مدينة وقرية وهجرة، وتضم الشركة السعودية للكهرباء أكثر من 35 ألف موظف 92 في المئة منهم سعوديون. ولم يكن كل ذلك ليتحقق، لولا رؤية الملك المؤسس وأبنائه الملوك (رحمهم الله)، والرؤية الحكيمة لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان (حفظهما الله)، وفي المستقبل القريب والبعيد الكثير من الأماني والمنجزات التي بتنا نستشرفها واقعاً في رؤية المملكة 2030 وبرنامج التحول الوطني 2020 ونسعى لأن نكون شركاء فاعلين فيها. كل عام وقيادة الوطن والشعب الكريم والأرض الطاهرة بألف خير.