تريثت قليلا قبل البدء بالكتابة عن مباراة المنتخب يوم الثلاثاء مع الشقيق اليمني، فعلا لا تعليق، لا أعلم ما الأعذار التي نريد أن نقدمها اليوم لمثل هكذا نتائج سوى أن المنتخب كان كما نتمنى في أسوأ حالاته، لأنه من غير المقبول أن يكون هنالك ما هو أسوأ من ذلك خاصة ونحن على أعتاب منتخبات من المفترض أنها قوية ومستعدة أكثر من المنتخب اليمني، طبعا مع كامل الاحترام للأشقاء اليمنيين الذي ليس لديهم دوري يلعبون فيه وبلدهم تعيش ما تعيشه من اغتصاب ميليشيات الحوثي. منتخب فاقد لثقته بنفسه، أداء باهت جدا، هل هي ثقة مفرطة بالنفس؟ أم أصابهم الغرور واعتقدوا أن اليمن منتخب سهل المنال وأن الأهداف ستسجل من وحدها دون عناء منهم، لم نجد أي خطة ولم نر أي جملة تكتيكية واحدة، حتى إنني أستغرب كيف سجلنا الهدفين، طبعا ضعف المنتخب اليمني الشقيق كان واضحا جليا، وفقدان البوصلة لدى منتخبنا كان أكثر وضوحا، وهذا ما جعلنا نعلم أن المنتخب يلعب دون أن يعلم أنه يلعب. ما حصل قد حصل، ولعل الحسنة الوحيدة أننا أكلنا هذه الضربة في أولى الخطوات، وهذا أمر مهم جدا حتى ننتبه له جيدا ولا يتكرر، نعم المهم أن لا يتكرر، في ملامح معينة من المباراة لا ننكر أن هنالك شيئا في الخفاء يدور يدل على أن منتخبنا لديه شيء قوي جدا قادر على تقديمه وأن فترات الاستعداد قد تؤتي أكلها كما نتوقع وننتظر، وهذا ليس انتقاصا من المنتخب من حيث التاريخ، وإنما التعامل هو مع الواقع ومع الهدف المنشود حول التأهل لنهائيات كأس العالم ونهائيات آسيا. كنت سابقا كتبت حول موضوع طغيان اللاعب الأجنبي على الأندية في الدوري السعودي، وأن هذا سينعكس سلبا على أداء المنتخب، حتى اللاعبين الذين يشاركون في المنتخب من الواضح جدا عدم الانسجام مع بقية اللاعبين من الأندية الأخرى بل وحتى من نفس النادي، لأن الخطط مختلفة والأداء باللعب مع لاعبين أجانب مختلف جدا عما هو في المنتخب، وبعد المباراة قرأت تصريح لفيصل أبوثنين يتحدث في نفس الفكرة أن كثرة اللاعبين الأجانب في الدوري قد أثروا سلبا على أداء لاعبي المنتخب. نحن الان لسنا نجلد الذات، وما زلت عند رأي أن منتخبنا قادر على الوصول متى ما توفرت لديهم العوامل النفسية بالدرجة الأولى خاصة النابعة من الإعلام الرياضي، هذا منتخبنا الوطني وليس بنادي وبالتالي لا نحكم توقعا للنتائج من خلال الأسماء، بل من خلال الأداء، والحل ما زال في المنتخب وبين أيديهم، ولا أتمنى أن نصل إلى مراحل ننتظر فيها هزيمة منتخب آخر حتى نتأهل. هي رسالة إلى الشارع السعودي أن الخلل ليس في المدرب ولا في الجهاز الفني ولا في اللاعبين أنفسهم، بل الخلل هو تقني بحت، ولو أحضرنا أفضل عشرة مدربين لن يتغير الحال، الآن المطلوب هو جهد أكبر من اللاعبين وتخفيف الضغط الإعلامي عليهم، وبنفس الوقت منح الثقة للجهاز الفني حتى يتمكن من معالجة الأخطاء ووضع الخطط اللازمة، فصقور الأخضر قادرون بإذن الله على تعديل المسار وتحقيق الانتصارات التي نستحقها وننتظرها منهم. د. طلال الحربي