تحدث بصراحة كبيرة.. انتقد وضع منتخب بلده.. وأعاد أسباب تراجع المنتخب الكويتي لاتحاد القدم ورئيسه الشيخ طلال الفهد.. وتحدث فنياً عن كل المنتخبات الخليجية.. وأشاد ببعضها، وانتقد بعضها. خالد الفضلي حارس منتخب الكويت السابق التقت به الجزيرة، فخرجنا معه بهذا الحوار الصريح جداً: * كيف شاهدت أجواء بطولة خليجي22؟ _عشت أجواء البطولة الخليجية مشجعاً ولاعباً ومحللاً, وهذه ثاني مناسبة أعيشها محللاً. وللأمانة، استمتعت بالأجواء العامة وبالصخب الذي يحدث بين الأشقاء الخليجيين, وبالتحدي على لقب كأس الخليج. * بعد نهاية الجولة الأولى، كيف شاهدت مستوى المنتخبات الخليجية؟ _المستوى الفني أقل من المتوسط، بدليل أن ثلاث مباريات من أربع انتهت بالتعادل, والمباراة الوحيدة التي حسمت كانت مباراة الكويتوالعراق, وهذه كادت تنتهي بالتعادل, لكن فهد العنزي كان له كلمة الحسم في نهاية المباراة. وبناء على ذلك نقول إن المستوى الفني غير مطمئن, والجولة الأولى كانت فقيرة فنياً, وكل ما نتمناه أن تتجاوز المنتخبات الضغوط؛ لتقدم لنا مستوى فنياً أفضل, ونسبة أهداف أعلى, ونستمتع بأداء فني رائع. * ألم تستمتع بأي مباراة من الجولة الأولى؟ _استمتعت.. ولكن ذلك الاستمتاع كان على أجزاء. فمثلاً منتخب قطر قدم نفسه بشكل قوي, أما المنتخب السعودي فلا بد أن نضع حوله علامة استفهام كبيرة؛ إذ لم يقدم ربع ما يملكه من إمكانيات. ولو عدنا للمباراة للاحظنا أن الإثارة فيها كانت على أجزاء, وجماليتها لم تتجاوز عشر دقائق, والبادرة كانت للمنتخب القطري, وهذا الشيء لم يتوقعه أحد. وفي مباراة اليمن والبحرين فوجئنا بالروح المعنوية العالية من منتخب اليمن, وبالمهارات الفردية لبعض لاعبيه. أما منتخب البحرين فلم يتعامل مع منافسه الذي يعد أقل منه قوة, وأقل منه تمرساً في البطولة. وفي مباراة الإمارات وعمان كان فيها لمحات فنية جيدة، لكنها اختفت في الثلث الأخير في المنتخبين, رغم أن المنتخب الإماراتي مستقر، ويملك لاعبين جيدين. وفي المقابل، أعتقد أن المنتخبين العراقي والعماني سيعانيان من الهجوم؛ فهما كانا يعتمدان في السنوات السابقة على المهاجم الأوحد. * وماذا عن مباراة الكويتوالعراق التي انتهت بفوز الكويت؟ _المنتخب العراقي على المستوى الفني أعتقد أنه الأفضل بمعية المنتخب القطري. فالمنتخب العراقي أمام منتخب الكويت قدم مباراة جميلة رغم أن عناصره في الغالب شابة؛ ولهذا أعتقد أنه سيكون له شأن في المستقبل, خاصة أنه يتمتع باستقرار فني جميل. أما المنتخب الكويتي فهو لا يزال غير مقنع, والأداء في مباراته مع العراق لم يتجاوز أول عشرين دقيقة, ومن ثم اختفى, ولا يزال المنتخب الكويتي يعتمد على المهارة الفردية للاعبين بوجود بدر المطوع وفهد العنزي ووليد علي؛ ولذلك من حقنا أن نضع علامة استفهام كبيرة على جدول الإعداد الطويل الذي بدأ من نهاية الموسم الماضي. * وهل الإعداد لم يكن وفق المأمول؟ _ بل فاشلاً منذ بداياته, فاللاعبون كانوا يعانون من الضغط, وبالرغم من ذلك ذهبوا لمعسكر إعدادي في تايلاند, ولعبوا مع المنتخب الكوري الأولمبي، وخسرنا بنتيجة كانت سلبية، واتضح ذلك على وجوه اللاعبين, وبعدها عسكروا في تركيا, وفي تركيا حدّث ولا حرج؛ فالقضايا التي حصلت في المعسكر كانت مضحكة ومثيرة للسخرية؛ فمن الصعب أن تذهب لمعسكر لم يتم الإعداد له بالشكل الصحيح؛ إذ لم تتوافر فيه الملاعب الجيدة, وليس هنالك مباريات متوافرة رغم أنهم كانوا متفقين مع متعهد في هذا الجانب, إضافة إلى أنهم كانوا يلعبون بعض المباريات، ويتم إلغاؤها في المنتصف. كل هذه الأمور لا تحصل مع فريق شاب، فما بالك بمنتخب أول يُعَدّ واجهة الدولة كروياً؟ * وهل كانت المباريات التي لعبها المنتخب الكويتي قوية؟ _لا، بل هي استهلاكية؛ فالمنتخب الكويتي لعب مع قيرقستان ومع أفغانستان.. ولذلك أتساءل: ما هي الفائدة التي سأجنيها حينما ألعب مع منتخبات مثل هذه المنتخبات؟ بل أزيد على ذلك بأن منتخبنا لعب مع المنتخب البحريني خلال السنوات الثلاث الماضية خمس مباريات ودية, ولا أعلم ما هي الفوائد التي سيجنيها المنتخبان. * كل هذه الأمور السلبية من يتحملها؟ _يتحملها اتحاد القدم الكويتي برئاسة طلال الفهد, ويتحملها المدرب الذي كان يجب أن يكون له رأي في المباريات الودية, وفي إعداد المعسكر. * ولكن حسبما نسمع.. اتحاد القدم الكويتي يعاني من ندرة المادة؟ _غير صحيح؛ فالدعم الحكومي متوافر منذ سنة ونصف السنة, ولديه إيرادات كبيرة، سواء من دعم الفيفا أو من النقل التلفزيوني أو الشركة الراعية أو من خلال الأمور التسويقية التي يقوم بها الاتحاد، والتي نجح فيها. فالاتحاد قادر على جلب إيرادات ممتازة, ولكن في التخطيط نحو تطوير الكرة يُعَدّ فاشلاً. * إذن، الإشكالية في فكر القائمين على اتحاد القدم الكويتي؟ _نعم، الإشكالية في الفكر, وفي المركزية الموجودة لدى الشيخ طلال الفهد. فاتحاد القدم الكويتي يدار بالواتس أب, وأنا متأكد من ذلك. * وهل هنالك ملاحظات على مدرب المنتخب الكويتي؟ _ بالنسبة لي غير مقتنع به؛ فالمدرب لا يحترم العقود, وهو لا يتابع؛ إذ يعيش في أبو ظبي, ولا يحضر المباريات, وهو ليس طموح المنتخب. * وماذا عن لاعبي المنتخب الكويتي؟ _ إن كان هنالك شيء مميز فهو بسبب رجال المنتخب؛ فاللاعبون على قدر المسؤولية, والنتائج الإيجابية التي حققناها مؤخراً كانت بسبب اللاعبين؛ ولذلك أقول: بالرغم من فشل اتحاد القدم في عدم توفير أجواء صحية, وإعداد جيد, ورغم فشل المدرب المتقلب وغير المستقر على خياراته, إلا أننا نثق باللاعبين الأبطال الذين عودونا على الحضور وبقوة. * أليس هنالك إشكالية في أن بعض اللاعبين وصلوا لمرحلة عمرية كبيرة؟ _ بالعكس, هذه الخبرات يحتاج إليها المنتخب الكويتي, ومزج الشباب مع لاعبي الخبرة هو الذي سيفيد المنتخب. * دعنا ننتقل للمنتخب السعودي, كيف تنظر له فنياً؟ _ المنتخب السعودي أكثر منتخب يملك لاعبين يملكون الموهبة, لكن المنتخب السعودي يحتاج لتجمع طويل, ولعب مباريات عدة, إضافة إلى أن المنتخب السعودي يعاني من مشاحنات الأندية التي أثرت عليه, وجعلت حظوظه في هذه البطولة نفس حظوظ أي منتخب آخر، باستثناء منتخب اليمن, خاصة مع غياب الحضور الجماهيري. * وكيف تقيم مدرب المنتخب السعودي السيد لوبيز؟ _ لم يضِفْ للمنتخب السعودي, لكن إقالته ليست الحل؛ فالمدرب الجديد - أياً كان اسمه - لا يملك عصا سحرية حتى يغير في يومين. * هنالك مطالبات بسامي الجابر مدرباً للمنتخب.. _ لا «بدري على سامي».. سامي في الفترة الحالية بدأ يتخصص في الأمور الفنية. نعم.. سامي نجم كبير، نجح لاعباً، ونجح إدارياً, لكن سامي - إضافة لخبرته - يحتاج للوقت؛ حتى لا يتكرر ما حدث له مع فريق الهلال, ويحتاج إلى أن يبدأ بالتدرج من الناشئين إلى الشباب إلى الأولمبي إلى الفريق الأول, ومتى حدث ذلك نستطيع أن نطلق على هذا الفريق أنه من صناعة سامي الجابر. أما الآن، فما أسمعه من البعض بأن فريق الهلال الحالي هو من صناعة سامي مغالطة كبيرة. وأنا أريد منكم إعطائي اسم لاعب من اللاعبين الذين يلعبون في الهلال اكتشفه سامي، أو أعطاه فرصة. وحتى أسلوب سامي مع الهلال لم ينجح. * هل أنت ضد سامي؟ _ لست ضد ولا مع. أنا أقيّم فقط. وللعلم، أنا مشجع لنادي الشباب, ولو أردت التكسب لذهبت للهلال أو النصر. * وماذا عن سامي حالياً؟ _ هو الآن بدأ يتخصص. فالتحليل الفني والإشراف على كرة القدم في فريق العربي القطري يُعتبر فنياً, وما سمعته أنه سيطور نفسه من خلال بعض الدورات. * من ترشح بطلاً لدورة خليجي22؟ _ لم نشاهد أي تميز من أي منتخب؛ ولذلك من الصعب أن نرشح منتخباً. * كيف شاهدت مستوى التحكيم؟ _ سيئ جداً، سواء من الحكام الأجانب أو الخليجيين. ورغم أن أداء المباريات متوسط إلا أن أخطاء الحكام مؤثرة جداً, وغيرت من نتائج المباريات. * ما حظوظ المنتخبات الخليجية في بطولة آسيا القادمة؟ _ أقصى دور يمكن أن يصلوا له دور ال16, خاصة أن كوريا واليابان وأستراليا الآن تلعب مع منتخبات قوية, وهذا هو الإعداد الصحيح. * هل أنت متابع جيد للكرة السعودية؟ _ نعم. * كيف تقيّم مستوى الدوري السعودي في السنوات الأخيرة؟ _ أقوى دوري عربي. * من يعجبك من الفرق السعودية؟ _ أنا دائماً أحترم الفرق التي ليس لها حظ في المنافسة، لكنها دائماً تحاول؛ ولذلك أعجبت بفريق الفتح قبل موسمين, لكن يبقى فريقي (فريق الشباب) في أسوأ مستوياته. يوجد في المربع, وهذا دليل على أنه يملك منظومة جيدة، وأعتقد أنه إلى الآن يسير في الطريق الصحيح رغم أنه فَقَد الصدارة في آخر جولة, ولكن الفريق يملك إدارة واعية، بدليل تغييرها المدرب, وجلب مدرب جيد. * لماذا خسر الهلال نهائي بطولة آسيا؟ _ التفاعل مع المباراة من الجانب الإداري كان سلبياً؛ إذ اتضح أن اللاعبين كانوا مضغوطين من الناحية النفسية. وبالرغم من أن المباراة سُرقت من الهلال تحكيمياً إلا أن الضغط النفسي كان واضحاً، ويتضح بشكل جلي في لقطة ياسر القحطاني التي لو كُررت عليه مائة مرة لسجلها. أيضاً ناصر الشمراني لم يظهر بمستواه، ودخل في تحدٍّ مع اللاعبين والحارس. وسلمان الفرج الذي كان نجم النسخة الحالية لم يظهر في المباراتين. ونيفيز الذي يملك سلاح الكرات الثابتة كان متوتراً؛ ولذلك تم استبداله في المباراة النهائية. هذا التوتر كان بسبب الضغط النفسي. فنحن حينما كنا نلعب مثل هذه المباريات لم نكن ننام إلا بحبوب منومة.