كتاب (هارون أخي) للكاتب عبداللطيف خالد القرين، هو نسخة مبسطة من كتاب الهدوء (Quiet)، للباحثة سوزان كين، وذلك لأن كتاب الهدوء كتب بطريقة بحثية مما جعله ثقيلاً على بعض القراء، ومن يرغب في التعمق في هذا الموضوع فيستطيع العودة لكتاب الهدوء، الفكرة الأساسية من هذا الكتاب هو تقديم الفرق بين الشخص الانطوائي والشخص الاجتماعي، وطرح بعض التساؤلات مثل، ما صحة أن الانطوائية مرض يجب علاجه، ولماذا أصبحت الانطوائية منبوذة، وكيف ساهمت الثورة الصناعية في نبذها، ويقول الكاتب أن نظرة المجتمع للشخص الانطوائي خاطئة! بل على العكس بمقدورهم الإنجاز بفارق أكبر من أي شخص اجتماعي، وذلك يتضح من خلال الغوص في سير العظماء الانطوائيين الذين اختارهم الكاتب وهم نيوتن، واينشتاين، وفان غوخ، وبيل غيتس، والعقاد، وغاندي، وأخيراً غازي القصيبي، وفي أثناء عرضه لسير هؤلاء العظماء الانطوائيين يسرد الصفات التي ينفرد بها الانطوائيون طبقاً للأبحاث والسير الذاتية للعظماء أنفسهم، ويهدم بعض الاعتقادات الخاطئة تجاه الشخصية الانطوائية، ومن أبرزها أن الانطوائيين غير قادرين على التحدث والقيادة والإدارة والدفاع عن حقوقهم، وصور الكاتب الانطواء بصورة مُبسطة ومفصلة تصل إلى القارئ بسهولة، في مجال يحمل الكثير من الغموض والأسرار والذي يظهر خلاف ما بداخله. اقتباسات من الكتاب: سوزان كين: "يمكنني القول إن هناك أشخاصاً اجتماعيين أو انطوائيين مئة بالمئة لكنهم مجانين وليسوا أصحاء". غازي القصيبي: "عندما أصاب بالحمى وأبقى في منزلي ولا ألتقي أحداً أكون أسعد الناس". غاندي: "إن انطوائيتي كالغشاء الذي جعلني أنمو بشكل أفضل". عبداللطيف القرين: "الاجتماعي جسد والانطوائي روح، تعطيل أحدهما يلغي وجود الآخر". وأيضاً هناك فرق كبير بين أن تبين للآخرين قوتك كانطوائي وأن تظهر للناس قبح الاجتماعي نكاية فيه.