أجرى رئيس الوزراء السوداني، عبدالله حمدوك، لقاءات وصفها ب"المشاورات الأولية" مع زعيم حزب الأمة القومي الصادق المهدي، وقادة في قوى إعلان الحرية والتغيير، يوم الخميس في منزل المهدي بمدينة أمدرمان العاصمة الوطنية للبلاد. وقال حمدوك إنه بدأ في مهمة اختيار وزراء الحكومة الانتقالية المقبلة بحسب المعايير التي تم الإجماع عليها، وهي الكفاءة والقدرة على إحداث التغيير، مع الوضع في الاعتبار القيم التي توافقت عليها قوى الثورة السودانية. ومن جانبه، أكد المهدي أن قوى الثورة ستدعم الحكومة الجديدة بقيادة حمدوك لتحقيق الأهداف التي يتوق إليها الشعب السوداني في النهضة والازدهار دون إقصاء لجهة، مع تحقيق العدالة الانتقالية ومحاسبة المفسدين والمسؤولين عن الجرائم، التي ارتكبت في حق الناس وفق القانون. وبحث حمدوك مع قيادات قوى الحرية التغيير ملامح المرحلة المقبلة ووضع البلاد الاقتصادي والسياسات الجديدة خلال اجتماع مغلق ناقش أيضا قضية السلام، باعتبارها أولوية المرحلة المقبلة. وحضر الاجتماع كل من صديق يوسف وعمر الدقير وصديق بولاد ومريم الصادق المهدي. قال حمدوك إن أولويات الفترة المقبلة في السودان هي إيقاف الحرب وبناء السلام وحل الأزمة الاقتصادية الطاحنة. وشدد على أن الفترة المقبلة يجب أن تركز على بناء اقتصاد سوداني قائم على الإنتاج لا على المعونات والهبات، مشيرا إلى أنه أصبح رئيس حكومة لكل السودانيين بعدما رشحته قوى التغيير لهذا المنصب. ودعا إلى إرساء نظام ديمقراطي تعددي يتفق عليه كل السودانيين، مبينا أن السودان منذ الاستقلال لم يشهد توافق النخب السياسية حول إدارة خلافاتهم عبر مشروع وطني جامع، ونادى بضرورة الاتفاق على برنامج يدور حول كيف يُحكَم السودان لا حول من يحكمه. وقال إنه سيركز أيضا على وضع سياسة خارجية معتدلة تراعي المصلحة العليا للبلاد. ولفت حمدوك الى إن هدف حكومته سيكون "معالجة الأزمة الاقتصادية الطاحنة لكيلا يعتمد السودان على الهبات"، مؤكدا أن القطاع المصرفي في السودان شارف على الانهيار ولا بد من إعادة هيكلته، وتعهد بوضع خطة لمعالجة قضايا التضخم وتوفر السلع والعناية بالقطاعات المنتجة. وتابع أن هناك تجاربا اقتصادية عالمية يمكن المزج بينها في ضبط توجهات حكومته التي ينتظر الإعلان عن تشكيلتها في وقت لاحق، وقال إن هناك قضايا لا تقبل المساومة، مثل معالجة الفقر ومجانية التعليم والصحة. الى ذلك أدى محمد حسن التعايشي، العضو ال11 بالمجلس السيادي، يوم الخميس، اليمين الدستورية أمام رئيس المجلس الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان، ورئيس القضاء المُكلّف عباس علي بابكر، في قصر الجمهوري بالعاصمة الخرطوم. ولم يتمكن التعايشي، العضو الخامس المُرشح عن قوى إعلان الحرية والتغيير، في تشكيلة المجلس من أداء اليمين إلى جانب باقي الأعضاء ال10 الأربعاء، بسبب وجوده خارج البلاد. ولد التعايشي في العام 1973 بمنطقة رهيد البردي بولاية جنوب دارفور، وتلقى تعليمه الثانوي بمنطقة برام، ومنها إلى جامعة الخرطوم كلية الاقتصاد والعلوم السياسية. وانضم التعايشي إلى طلاب حزب الأمة القومي، بزعامة الصادق المهدي، ولمع نجمه سياسياً محنكاً وخطابياً مفوهاً في الأركان السياسية بالجامعة، وحظي بشعبية واسعة وسط الطلاب. وترأس التعايشي أول اتحاد لطلاب المعارضة بجامعة الخرطوم في العام 2003، ولعب دوراً كبيراً في استعادة الاتحاد الذي كان يسيطر عليه الطلاب الإسلاميون لسنوات. وتخرج من جامعة الخرطوم بعد أن قضى في ردهاتها فترة 10 سنوات. وترك التعايشي حزب الأمة في العام 2009، وهاجر إلى بريطانيا، ووجه نشاطه في العمل المدني وعلى وجه الخصوص في مجال فض النزاعات والحروب في البلاد.