كثير منا يعاني في بعض الأوقات من فقدان ما بذاكرته من أشياء؛ وذلك لأسباب كثيرة، قد تكون أسبابًا مرضية أو نفسية أو غير ذلك، كالظروف المعيشية، أو بعض ضغوط الحياة، أو مشكلات أسرية، هناك شريحة كبيرة من المجتمع تستمتع بذلك الفقد بسبب كثرة مشكلاته. قد تكون هذه نقمة عند البعض ونعمة عند الآخرين، فإذا كثرت المشكلات فهي نعمة كبيرة، وإن زادت الالتزامات والمسؤوليات كمنصب أو قيادة فهي نقمة.. ولكن شتان بين هذا وذاك. وهناك من يتناسى ويتعايش الدور غير الطبيعي في النسيان بسبب شيء ما في ذاكرته يتمنى أن لو كان لم يحدث، فيحاول قدر المستطاع نسيانه وإن كلفه ذلك كثيرًا؛ لأنه يذكره بماضٍ مؤلم لا يحبه، أو موقف يحب ألا يتذكره، فكل هذا مرتبط بالذاكرة. ولكن لو تكلمنا عن الجزء الإيجابي من هذا الموضوع، فسنتحدث عن الطرق التي تؤدي إلى تقوية الذاكرة، كالأعمال الرياضية ومنها المشي طليعة الفجر يوميًا في الهواء النقي، فهي علميًا تؤدي إلى تقوية الذاكرة؛ لأن ممارسة هذه الرياضة تساعد على سرعة التذكر وتقوية الذكاء، ورفع الأثقال أيضًا إذ ظهرت دراسة تؤكد أن رياضة رفع الأثقال تحسن من الذاكرة 10 في المئة، وأيضًا كتابة وتدوين الملاحظات في مذكرة صغيرة دائمًا ما تكون معك فتساعدك على سرعة تذكر بعض المهمات. وكتب بعض الباحثين في علم الذاكرة أن استخدام الألوان الملفتة للنظر والخطوط المختلفة للتمييز، خاصة في المحاضرات الدراسية يساعد كثيرًا على عملية التذكر وسرعة البديهة. أكد بعض الباحثين أن مضغ العلكة يساعد على سرعة تدفق الدم، ما يجعل الإنسان قادرًا على التفكير بطريقة أسرع، وتتم عملية التذكر بنسبة أكبر، لكن في النهاية لا ينكر أحد منا أن هناك أفضل من هذا وذاك في عملية التذكر.. إنه القرآن الكريم، العلاج الرباني لهذه المشكلة، فلو نظرنا إلى أغلب حَفَظَة كتاب الله تجدهم دائمًا ذاكرتهم قوية جدًا، وأكبر مثال على ذلك أننا نجد حافظ القرآن قد حفظه من الصغر في الكتاتيب، ويبلغ السبعين أو الثمانين من عمره ويكون متقنًا لحفظه، ومتذكرًا أحداث الطفولة كلها، وما وراءها من أحداث ومغامرات، فهناك أمور دينية تساعدنا على ذلك، وأيضًا أمور دنيوية، فكل منهما يكمل الآخر. فيجب ألا نهمل هذه الأشياء حتى إذا بلغنا من الكبر عتيًا تتجمل ذاكرتنا بعض الأشياء حتى نعيش في استقرار نفسي وبيئة آمنة مطمئنة تسودها الذكريات الجميلة.