قبل وبعد وأثناء موسم الحج الذي شاهده العالم، وترددت أصداؤه في كل مكان، بادرت معظم الجهات المشاركة في الحج إلى الحديث عن نجاح الحج! ورغم أن هذا الإعلان يصدح في جميع القنوات الإعلامية والتطبيقات الإلكترونية، وأدخل السرور والبهجة على كل مسلم حاجًا كان أو مشاهدًا، إلا أن جميع المشاهد التي نراها والمشاعر التي نلمسها من الحجاج أنفسهم أو من المشاركين في الحج سبقت هذا الإعلان؛ فمنذ اللحظة الأولى التي بدأت فيها مواكب الحجاج تصل إلى مقاصدها، ترى كل مشهد وكل عبارة وكل حاج يعلن بلسان الحال قبل المقال هذا النجاح الباهر الذي شهدت به الآفاق، والذي لازم جميع المرافق والمواقف، وشمخ فوق كل التحديات. فالحمد لله الذي وفق المملكة حكومة وشعبًا للتفاني في خدمة الحجيج، والتميز في موسم الحج، والحمد لله الذي يسر على الحجاج حجهم، والحمد لله على الأمن والأمان والراحة والاطمئنان، ونسأل الله للجميع الإخلاص والقبول. كما نُهنئ أنفسنا أننا في بلد يعتز بخدمة الحرمين الشريفين، ورعاية المسلمين، والعناية بشؤونهم في شتى أصقاع المعمورة، ونهنئ قيادتنا الحكيمة التي سخرت كل الجهود البشرية المادية والمعنوية لخدمة الحرمين الشريفين وقاصديهما خدمة شرف واعتزاز وإتقان، ونهنئ كل من شارك في خدمة الحجيج، وبذل وقته وجهده وراحته موظفًا كان أو متطوعًا، ونهنئ كل حاج يسّر الله له الحج، (فمن حج ولم يرفث ولم يفسق رجع كيوم ولدته أمه)، هنيئًا لك نعمة الله عليك، وهنيئًا لك عودتك إلى أهلك سالمًا وبإذن الله غانمًا، ها قد رجعت كيوم ولدتك أمك، فالله الله فيما بقي.