عبر المثقفون عن تقديرهم بالخطوة التي قدمتها وزارة الثقافة تجاه دعم المهرجانات النوعية في المملكة، وعلى رأسها مهرجان «رجال الطيب»، الذي أقيم أمس الاثنين في قرية رجال ألمع التراثية جنوبي المملكة، والذي أعلنت وزارة الثقافة دعمه وتنظيمه خلال فعاليات موسم السودة. وقال المخرج المسرحي عباس الحايك: ما تقوم به الوزارة في غاية الأهمية؛ حيث يعد المهرجان نتيجة المبادرات التي خططت لها الوزارة النابعة من رؤيتها التي أولت حرصها للتراث، خصوصًا أنها تعكس وعيًا بالمفهوم الصحيح للثقافة، فالدول المتقدمة هي تلك التي تعنى بتراثها وتضعه في سلم اهتماماتها. وشدد الحايك على أن كثيرين يرغبون في مشاهدة المهرجانات الثقافية في كل المحافظات والقرى التراثية؛ حيث تعد مرآة تعكس الحياة الجميلة، إضافة إلى صناعة وجهات سياحية ثقافية فنية، خصوصًا أن الكرنفال الذي أقيم في قرية رجال ألمع، التي تتميز بخصوصية منفردة تجعلها محط اهتمام الجميع، كالعمران الفريد والطبيعة الخلابة التي تجعلها صرحًا جذابًا، كما أنها تملك الإمكانات التي تهيئ إقامة مهرجان بهذا الحجم، الذي جاء احتفاءً بما تحتويه من مخزون ثقافي وتراثي، وانطلاقًا للاحتفاظ بالأماكن الأثرية والترويج لها. وأضاف الحايك أن المملكة بأطرافها المترامية فيها من القرى والمدن تملك إرثًا وعمقًا ثقافيًا بعضها يمتد لآلاف السنوات، وتعد الأماكن قوى ضاربة في عمق التاريخ، بعضها ما زال محتفظًا بطابعه الأصيل، والاعتزاز بالهوية الوطنية، وذلك يتضح جليًا في مبادرات وتوجه الوزارة الشابة التي انطلقت برؤية واعية، ومؤشر على أننا سنمرّ بمرحلة مهمة جدًا من الاهتمام بالموروث الإنساني الذي تعج به المملكة، وإدراك التنوع الثقافي والحضاري، والتباينات في العادات والتقاليد والموروثات الشعبية بين المناطق، والمحافظة على طابع القرى التراثية وحمايتها من تسيد الطابع العمراني المدني الذي يجعل كل المدن متشابهة دون هوية". "منتج جديد" فيما قال الفنان التشكيلي عثمان الخزيم: إن الوسط الثقافي يعيش حراكًا غير مسبوق منذ إنشاء وزارة الثقافة بقيادة الأمير بدر بن عبدالله بن فرحان آل سعود، الأمر الذي أدى إلى أن يستشعر الجميع الفرح لظهور منتج ثقافي جديد، وهو ما لم يتعود عليه المجتمع؛ حيث كانت الثقافة جزءًا من اهتمام وزارات أخرى. وأكد الخزيم أن الرؤية الشاملة للوزارة تنظر لكل النشاطات الثقافية في مختلف مناطق المملكة، وهذا توجه رائع يعطي كل الثقافات المحلية حقها من الاهتمام والرعاية والتطوير. وأضاف الخزيم أن المملكة من أكبر الدول مساحة وأكثرها تنوعًا ثقافيًا وحرص الوزارة بإقامة هذا المهرجان في منطقة شهيرة مليئة بالتنوع والتراث الثقافي، ولا نزال ننتظر المزيد من الوزارة كما عودتنا. وأشار الخزيم إلى أن إقامة هذا المهرجان له دلالاته الثقافية المهمة، فقرية رجال ألمع تنتمي إلى منطقة عسير التي تتمتع بالثقافة والحضارة بشكل يسمح لها بتنظيم مهرجان بهذا الحجم، ولنا في مهرجان الجنادرية الذي شرفته قيادتنا بأن يكون من ضمن مهمات الوزارة، خير مثال على الدلالات الثقافية المتنوعة. "إرث حقيقي" من جانبه، اعتبر المخرج إبراهيم الحارثي أن تنظيم وزارة الثقافة لمهرجان "رجال الطيب" في القرية التراثية مؤشر جيد للاهتمام بالنمط الثقافي، الذي أسهم فيه رجالات نذروا أنفسهم وكل ما يملكون من أجل تشييد حضارة، وفي كل قرى المملكة هناك ما يستحق أن يعرض، لذلك تحتاج بعض المناطق دعمًا حقيقيًا لتتمكن مناطق المملكة من عرض ما تملكه من إرث حقيقي. وأضاف الحارثي أن مثل هذا الكرنفال يسهم بشكل حقيقي في إثراء الجوانب التراثية، وهي فرصة للانطلاق بنسق محلي لنصافح العالم من أطرافه لأطرافه، ونتطلع لأن يكون هناك اهتمام بكل قرية تستطيع صناعة الفرح وبثه في شرايين الحياة. الحايك: «الثقافة» تحتفي بالتراث الخزيم: تنوع ثقافي له دلالاته الحارثي: حراك يدعم إرث المناطق