لم يشهد المسجد النبوي عبر تاريخ طويل وممتد عمارة أكبر من التوسعة السعودية الثالثة التي تحمل في جنباتها كل ما يخدم الحجاج والزوار والمصلين، وتشير المصادر التاريخية إلى أن البناء الأول في العهد النبوي تم فيه التشييد، ورفع الجدران، وإطالة الأعمدة، ليصل الارتفاع إلى نحو 7 أذرع، وصارت أبواب حجرات أمهات المؤمنين تفتح مباشرة في المسجد، وذكر مؤرخ المدينةالمنورة د. تنيضب الفايدي ل"الرياض" أن البناء كان مربع الشكل 70×70 ذراع، ولا يتسع إلا لبضع مئات من المصلين فقط، فالصلاة حينها لا تقتصر على الحرم الشريف بل يؤدي الصحابة رضوان الله عليهم الصلاة في مساجد متعددة منها قباء وغيره. وفي العهد السعودي عني ملوك البلاد منذ التأسيس بالحرم الشريف توسعة وعمارة، ومن تلك العناية التوسعات المتلاحقة التي شهدها المسجد في العهد السعودي، منذ تولى الملك عبدالعزيز -طيب الله ثراه- الحكم، حيث انطلقت مشروعات الإصلاح والترميم العام 1348ه، حتى التوسعة الثالثة وهي الأضخم والأكبر حيث رفعت الطاقة الاستيعابية لتصل إلى مليوني مصل مع نهاية أعمال المشروع، ويواصل خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله-، المسيرة في خدمة المسجد الشريف، إذ يؤكد دائما أهمية الحرص على متابعة العمل في مشروع التوسعة الكبرى، والمشروعات المرتبطة بها، التي تصب جميعها في خدمة الإسلام والمسلمين.