لن أتحدث عن خصوصية العلاقة بين الحاكم والمحكوم، ولا عن سياساتهم ومواقفهم الخارجية فالتاريخ يشهد لهم، ولن أذكر حجم خدمتهم للحرمين وضيوف الرحمن والرسالة السماوية فالمشهد منقول، لكن سأقول كمواطن كيف أنسى عقوداً من جميل العمر، كيف أنسى سنوات عشتها مع أطيب حكام وشعب وأهل، كيف أنسى ما نحن عليه اليوم بفضل الله من قوة ثم بسبب امتداد أجيال تعاقبت على بناء هذا الوطن، قوة مؤثرة بفضل الله وتُغير من قرارات دول، كيف أنسى المؤسس وهو من وحّد الصفوف ورسخ أسس هذا الكيان لتجتمع تحت رايته البشر، كيف أنسى الملك سعود الذي افتتح أول جامعة ومعهد للإدارة العامة والتنظيم الإداري، ومعاهد المعلمين الثانوية، وأول كلية عسكرية وشرّع بدايات تعليم البنات النظامي، كيف أنسى الملك فيصل الذي قام بمراجعة اتفاقية مناصفة الأرباح من النفط والاستفادة منه ورفض منح امتيازات استثمارات البترول إلا للمؤسسات الوطنية، والعمل على تحسين أساليب الزراعة، وبناء الموانئ ومصائد صيد الأسماك ومدّ شبكات الطرق للربط بين المملكة والدول العربية المجاورة وتطوير زراعة التمور لتشكل جزءًا مهماً من الاقتصاد الوطني، وتأسيس مستشفى الملك فيصل التخصصي الذي أصبح من أعظم مستشفيات العالم، كيف أنسى الملك خالد الذي وظف العائدات النفطية المرتفعة وسرع من إحداث التقدم النوعي على الصعد كافة مما انعكس على تقدم الحياة الاقتصادية والاجتماعية، وولادة سابك للصناعات الأساسية واستحداث وزارات جديدة ومراكز إدارية وعلمية من أبرزها الهيئة الملكية للجبيل وينبع، كيف أنسى الملك فهد الذي افتتح مجمع الفهد لطباعة المصحف الشريف، وأنشأ وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة، ووضع النظام الأساسي للحكم، والوصول بنا للاكتفاء الذاتي من منتجات الألبان والدجاج واللحوم، وتولى كل ما يخص صناعة النفط ومراحله من أعمال التنقيب والإنتاج والتكرير وتصنيع المشتقات البترولية انتهاء بتوزيعها وتسويقها في الأسواق ليسطع نجمنا عالميًا، كيف أنسى الملك عبدالله الذي أطلق عشرات المبادرات الإنسانية وقدم العديد من المشروعات التنموية والجامعات والابتعاث وتطوير التعليم وسبل النقل العام بمد السكك الحديد وشبكات القطارات وبناء المزيد من المطارات ودخول المرأة للشورى، كيف أنسى الملك سلمان الذي دشن ويدشن مشروعات سعودية المستقبل بما يمتلكه من إرث وخبرات عريقة اكتسبها طوال مسيرته العملية، بجانب تمسكه بترسيخ الجوانب الثقافية والتراثية والتاريخية والانفتاح على العالم الحديث بهويتنا السعودية، وحتمًا لن أنسى أميرنا المجدد محمد بن سلمان والذي جاء برؤيته الاقتصادية المعاصرة وحطم أقفال كنوز السعودية السياحية والتاريخية والاجتماعية ليعلن انطلاقتنا الكبرى نحو عالم المستقبل بفكر حديث يحقق أحلام وآمال كل السعوديين، هؤلاء هم امتدادنا وقادتنا وبعض ما قدموه، فكيف ننساهم يا من "تدس السم في العسل"