دشّن صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن نايف بن عبدالعزيز أمير المنطقة الشرقية مساء يوم الثلاثاء الماضي 23 /3 /2016م معرض وفعاليات تاريخ الملك فهد بن عبدالعزيز «الفهد… روح القيادة» الذي تستضيفه جامعة الملك فهد للبترول والمعادن، ودُشن المعرض بحضور الأمير محمد بن فهد بن عبدالعزيز، برفقة أنجال الملك فهد، يرحمه الله. وعبّر الأمير سعود بن نايف عن شكره وامتنانه لأبناء الملك فهد على إتاحة الفُرصة للمشاركة في افتتاح المعرض، باعتباره يحمل اسم الفهد الذي كان استثنائيّاً في وقته -رحمه الله- وكان قائداً وملكاً وقُدوة. واستطرد سمو أمير المنطقة الشرقية «نحن الآن نسترجع ونستذكر ملكاً من ملوك هذه الدولة الذي نهل من منبع القيادة، والده الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن، رحمه الله»، مُشيراً إلى أن معرض الملك فهد في نسخته الثالثة امتداد للنسختين السابقتين، داعياً أفراد المجتمع لزيارة المعرض والاطلاع على سيرة أحد مؤسسي هذه البلاد. تلك المحطات الثلاث المهمة في عهد الملك فهد يجب أن يطلع عليها الجميع، وأكد الأمير سعود بن نايف أن المشاريع العملاقة التي تحمل اسم الفهد في المنطقة الشرقية لا تزال باقية باسمه وستكون شاهداً من شواهد عصره، مُبيناً سموه أن كل مواقف الملك فهد العالمية والوطنية والشخصية مُشرفة.. هذه الشخصية التي لم تكن مجرد رجل دولة وإنما دولة في رجل، وقد طالعتنا الصحف المحلية بتفاصيل كلمة سموه في سجل الزيارات للمعرض. وقد أوضح صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن فهد بن عبدالعزيز أن المعرض سيتضمن في نُسخته الثالثة كثيراً من الندوات عن شخصية الملك فهد بن عبدالعزيز والبرامج التدريبية المُتخصصة الموجهة للشباب عن سمات القيادة وكذلك برامج تعليم القيادة بالترفيه الموجهة للأطفال، مُشيراً سموه إلى أن المعرض يضم مجموعة كبيرة من مُقتنيات الملك فهد الشخصية والأوسمة والأوشحة التي تقلدها ووثائق رسمية ومخطوطات عِدة وأفلاماً وثائقية ونحو ألف صورة تعرض للمرة الأولى، وأشار سموه إلى أن النسختين الأولى والثانية من المعرض شهدتا التحاق أكثر من سبعة آلاف مُتدرب بورش عمل تدريبية عن سمات القيادة، كما تعلم بالترفيه عن القيادة أكثر من ثلاثة آلاف طفل فضلاً عن مُشاركة أكثر من 100 عمل فني عبّر فيها المُبدعون عن تلك الحقبة الزمنية. وانطلق المعرض برعاية كريمة من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله- في 31 مارس من عام 2015م في العاصمة الرياض. الملك فهد بن عبدالعزيز -طيّب الله ثراه- شخصية لم تعرف المُستحيل، أول ملك سعودي يأخذ لقب خادم الحرمين الشريفين، ولد عام 1923م في الرياض وتوفي -رحمه الله- عام 2005م، تلقى تعليمه في مدرسة الأمراء التي أنشأها والده -طيّب الله ثراه- داخل مقره لتعليم أولاده ثم في المعهد السعودي بمكة المكرمة، كان يلقى اهتماماً كبيراً من والده كبقية إخوانه رغم انشغاله بأمور الدولة والسياسة، وحفلت فترة حُكمه على المستوى المحلي السعودي بكثير من الإنجازات. أطلق الملك فهد حزمة من المشاريع والصروح العملاقة التنموية التي نعيش نحن والأجيال المقبلة في ظلالها إن شاء الله، فتح نافذة على العالم سياسية اقتصادية ثقافية اجتماعية رياضية، وأصبحنا ضمن المنظومة العالمية لنا ثقلنا وحضورنا والحمد لله، وضعنا على أعتاب الدولة المتقدمة في التقنية في كل مفاصل الدولة وتقنية المعلومات، أرسى منظومة الأمن حتى أضحت المملكة مثالاً يُحتذى ومضرب الأمثال بين هذا العالم المترامي الأطراف. ولا نغفل حرب تحرير الكويت القرار التاريخي الشجاع وأكبر تحالف دولي في هذا الصدد. افتتح مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف في المدينةالمنورة، وأنشأ وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة وضم إليها شؤون الدعوة إلى الله في الداخل والخارج. وضع النظام الأساسي للحُكم وهو بمنزلة الدستور، أمر بتوسيع المسجد الحرام والمساحات المحيطة به وهي أكبر توسعة، وكذلك توسعة المسجد النبوي الشريف ومساحة الساحات المُحيطة بالمسجد. بدأت في عهده الخطط الخمسية، أصبحت المملكة في عهده تتولى كل شيء يخص صناعة النفط ومراحله من أعمال التنقيب عن البترول إلى مراحل الإنتاج إلى تكرير وتصنيع المشتقات البترولية وانتهاء بتوزيع وتسويق المنتجات في الأسواق العالمية، احتلت المملكة المركز الأول والصدارة في تحلية مياه البحر حيث يبلغ حجم التحلية 500 مليون جالون من المياه العذبة يوميّاً من 27 محطة. بلغ عدد المنشآت التعليمية للبنات والبنين من المدارس والكليات إلى 16797 منشأة تعليمية، وصلت المملكة إلى أقصى درجات التقدم في جميع المجالات الخدمية الصحية، حتى أن زراعة الكبد والقلب باتت والحمد لله في مستشفيات المملكة بنجاح. أصبحت المملكة تتمتع بأكبر شبكة واسعة من الطرق الحديثة التي تربط مناطقها ومدنها وقُراها، شهدت المملكة قيام شركات زراعية كُبرى، حققت المملكة تقدماً هائلاً في شبكات الاتصالات، افتتح الملك فهد منجم مهد الذهب، بلغ عدد الجامعات في عهده سبع جامعات، بلغ عدد السدود القائمة والجاري تنفيذها حالياً (200 سد) تبلغ طاقتها التخزينية أكثر من 500 مليون متر مكعب، استقطب – رحمه الله- عديداً من الكفاءات والخبرات السعودية في المشاريع المتعددة بالمملكة، وأيضاً القطاع الخاص كان له دور في هذه المشاريع الضخمة، اهتم بمشاريع المشاعر وأنشئت في عهده البنى التحتية ومشاريع تصريف السيول إلى كل ما تستلزمه المدينة العصرية الحديثة. أسأل المولى عزّ وجل أن يتغمد الملك فهد بواسع رحمته ورُضوانه ووالديه وإخوانه، من قضى نحبه منهم، وأن يجمعهم بالنبيين والصديقين والشهداء والصالحين، إنه سميعٌ مُجيب وبالإجابة جدير وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.