تحققت في عهد الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله- الكثير من الإنجازات العظيمة في فترة بسيطة، وسط ثورة هائلة من الإصلاحات استطاعت إحداث تطورات كبيرة على كافة الأصعدة وتقدم حضاري ملحوظ وتنوع اقتصادي متين ومواكبة لكل جديد ومفيد يحقق للمواطن الأمن والإزدهار ويحفظ لهذا الوطن الكبير مترامي الأطراف ومتعدد التحديات مكانته السياسية الشامخة والاقتصادية الضخمة والثقافية والاجتماعية الراقية. فعلى الصعيد الاقتصادي فقد شهد عهد خادم الحرمين الشريفين عدداً من الإنجازات الاقتصادية الهائلة استطاعت المحافظة على الاستقرار والنمو الاقتصادي للمملكة دون الاعتماد على النفط كمصدر أساسي، وكان من أهم وأبرز هذه الإنجازات الوقوف على قرار إطلاق رؤية 2030، وبرنامج التحول الوطني 2020، وخفض العجز للميزانية وتنويع مصادر الدخل غير النفطية وتدشين عدد من المشاريع التنموية والتعدينية، وعدد من الاتفاقيات التي شهدتها جولته في شرق آسيا. وحول هذا أكد الخبير الاقتصادي الدكتور إياس آل بارود أن الإصلاحات الاقتصادية التي تقوم بها المملكة في عهد الملك سلمان تعد نقطة تحول تاريخية للاقتصاد الوطني، حيث أن السياسات الاقتصادية التي نفذتها وقامت بها الحكومة الرشيدة في خفض العجز للميزانية ولا سيما مع النمو الكبير للإيرادات الغير نفطية هي سياسات ناجحة وتدل على قوة وحيوية الاقتصاد السعودي؛ فالمملكة نجحت في خفض العجز رغم أن أسعار النفط لم تشهد تحسناً سوى في الربع الأخير من العام الماضي بسبب اتفاق منظمه اوبك على خفض الانتاج وهو تحسن طفيف بالطبع لكن السعودية من خلال رؤيه 2030 الطموحة تنتقل باقتصادها إلى مرحلة ما بعد النفط والتي تعتبر بكل المقاييس والمعايير نقلة نوعية غير مسبوقة بشموليتها وعالميتها. وقال آل بارود فِي عهد خادم الحرمين أصبحت المملكة أحد أهم ركائز الاقتصاد العالمي من خلال قوتها الاقتصادية في سوق النفط وهو الأمر الذي حمى الأسعار من الإنزلاق الى مستويات أقل قد تقود الاقتصاد العالمي الى أزمة نمو وثقة، وتحسن الأسعار يثبت أن المملكة هي ترمومتر سوق النفط العالمي ولا ننسى أن المملكة عضو فعال في مجموعة دول العشرين وهي مجموعة كبرى اقتصاديات دول العالم. وأشار إلى أن الإنجازات التي تحققت في عهد خادم الحرمين إنجازات عظيمة وكبيرة وخاصة ما يتعلق بالمشاريع الاقتصادية العملاقة التي دشنت في المنطقة الشرقية العملاقة في صناعة الطاقة والغاز وحقول النفط ومشاريع البحر الأحمر الأكبر سياحياً في العالم بأكثر من 50 جزيرة بكر تستثمر لتصبح من ارقى مشاريع العالم سياحياً، والاتفاقيات العالمية التي نتجت عن جولة خادم الحرمين في شرق اسيا ومن أهمها الاتفاقيات التي لم يسبق لها مثيل مع اليابان وكوريا والصين ودوّل الخليج والأردن؛ وهذا يدل على عظم حجم التنمية التي تتجه لها المملكة في ظل قيادتنا الرشيدة. وتابع: وفاجأنا أيضاً ولي العهد الأمير محمد بن سلمان برعاية خادم الحرمين الشريفين في مؤتمر مستقبل الاستثمار بإطلاق مشروع نيوم أكبر مدينة رقمية في العالم وتحتل موقعاً جغرافياً عظيماً يربط بين ثلاث قارات ويتشارك فيه ثلاث دول عربية، وهذا المشروع هو مستقبل التقنيات الحيوية والطاقة والمياه والغذاء والتصنيع والإعلام والترفيه والرقي المعيشي والاجتماعي وخلق الفرص والقضاء على البطالة، لذا فإن اقتصادنا في عهد خادم الحرمين الشرفين رفع نسبة المحتوى المحلي في قطاع النفط والغاز من 40 في المئة إلى 75 في المئة ورفع قيمة أصول صندوق الاستثمارات العامة من 600 مليار ريال إلى ما يزيد على 7 تريليونات ريال وسيبقى الاقتصاد السعودي ثقلاً عالمياً للأبد. من جهته قال المحلل السياسي د. خالد محمد باطرفي من كلية الامير سلطان للإدارة بجامعة الفيصل أن أبرز ما تميز به عهد الملك سلمان انه أعاد للعرب هيبتهم وللمسلمين تضامنهم وللمملكة ريادتها بين الأمم، ففي مطلع عهده انطلقت عاصفة الحزم لتقطع الطريق امام جحافل الساسانية الجديدة التي عصفت بالشمال العربي من العراق الى لبنان مروراً بسوريا، ولتجمع الأمة العربية لأول مرة منذ حرب رمضان 1973 في حلف عسكري ينتصر لكرامتها ويحمي حوزتها ويدافع عن مصالحها. ثم اجتمعت الأمة الاسلامية تحت راية التضامن في حلف عسكري مهيب يضم اكثر من أربعين جيشاً تحت راية الإسلام، واجتمع بذلك لبلاد الحرمين ريادة وقيادة الأمتين العربية والإسلامية، وتصديهما معاً للإرهاب الذي ترعاه إيران وللطائفية التي تبثها وللفتنة التي تزرعها. وفِي الداخل قال باطرفي: بدا مشوار التحول مبكراً وانطلق مشروع بناء الدولة السعودية الحديثه على أربع أسس قوية: الرؤية الاقتصادية الواعدة والتنمية الراشدة والشفافية العالية والعدالة الناجزة. وأكد باطرفي أن ما نشهده الْيَوْمَ من حضور إقليمي ودولي كبير يأتي شهادة للنجاح الذي حققته البلاد في ثلاث سنوات فقط على كافة الأصعدة، التنموية، والاقتصادية، والسياسية والعسكرية، وما كان لهذا كله ان يتحقق بعد فضل الله لولا الدعم الشعبي لهذه التحولات والسياسات والمشاركة الوطنية الفاعلة في تحقيقها. وشهد عهد خادم الحرمين الشريفين في المجال الثقافي عدداً من الإنجازات والتطورات كان من أبرزها السماح بإنشاء التراخيص للسينما السعودية وإنشاء مجمع خادم الحرمين للحديث النبوي، والانفتاح الثقافي على ثقافة الآخر واحترامها من خلال امتداد مشروع هذه البلاد في حوار الحضارات والأديان ومن خلال تفعيل القيادة للحوار المتبادل بين أتباع الأديان والحضارات. وحول هذا قال د. عبدالرحمن بن حسن المحسني، عضو هيئة التدريس في قسم اللغة العربية بجامعة الملك خالد، والفائز بجائزة الملك عبدالعزيز للكتاب فرع الأدب، عمل الملك سلمان على عدة اتجاهات داعمة للفعل الثقافي، وهي عبارة عن رؤية آفاقية تندغم مع الرؤية العامة لسياسة المملكة العربية السعودية ومع رؤية 2030. ولعلي أذكر ابتداء أن الرؤية تعد في ذاتها عملاً ثقافياً يستحق الاهتمام، وهي تتحرك في آماد مختلفة ثقافية وسياسية واقتصادية واجتماعية إلى غير ذلك من الاتجاهات التنموية. وأضاف المحسني: عملت سياسة خادم الحرمين كما قلت على عدة آفاق ثقافية عامة مركزية، منها تحقيق حضور المرأة كشريك ثقافي من خلال تمكينها من قيادة السيارة وهو عمل وإن كان يبدو طبيعياً لكنه في الواقع قد أعطى المرأة في المملكة بعداً ثقافياً كان منتظراً وكان مأخذاً أو شماعة تعلق عليها بعض المؤسسات الدولية طروحات ثقافية واهية كانت تنال من الحقوق التي تمنحها المملكة للمرأة، وقد كان اتخاذ هذا القرار بمثابة إلجام لكل الأدعياء والمزايدين على ما منحته هذه البلاد لمواطنيها إناثاً وذكوراً. ومما يذكر في العمل الثقافي للملك سلمان مجمع خادم الحرمين للحديث النبوي.. وهو يمثل الجناح الثاني لعمل المملكة في رعاية مصدري التشريع الإسلامي بعد مجمع الملك فهد للقرآن الكريم.. ويمثل لبنة صالحة في دعم السنة النبوية المطهرة في وقت تتراجع ويفترى عليها، لكن هذه البلاد تبقى حامية لعرين الدين برعاية الحرمين وما يتصل بهما من مصادر دينية. وأردف: الحديث يطول عن المنجزات الثقافية لهذه الحقبة المباركة لكني أختم بالإشارة إلى جانب الانفتاح الثقافي على ثقافة الآخر واحترامها من خلال امتداد مشروع هذه البلاد في حوار الحضارات والأديان ومن خلال تفعيل القيادة للحوار المتبادل بين أتباع الأديان والحضارات؛ فنحن في عالم واحد إما أن نتحاور أو نتناحر ولا شك أن المملكة في مسيرتها الممتدة كانت تغلب جانب الحوار والعمل السياسي وهو دأبها لكل من يفرض احترامه، وهي بالمقابل تجيد المواجهة ساعة الحاجة لها وهو ما أثبتته الأحداث السياسية التي شهدها عهد الملك سلمان وولي عهده بكل ما صاحب تلك الأعمال السياسية من احتفاء ثقافي يشكل في ذاته ملمحاً يستحق التأمل الطويل. وحول هذا قالت الإعلامية تغريد العلكمي: عاماً بعد الآخر تشهد الإنجازات المتعلقة بالمرأة في وطننا قفزات متتالية ونوعية ولاسيما في عهد خادم الحرمين حيث تتالت القرارات الخاصة بالمرأة في عهده في فترات متقاربة وهذا ما يبرز أهمية المرأة كجزء لا يتجزأ من هذا الوطن حيث تم السماح للمرأة بقيادة السيارة، وشاركت في الانتخابات البلدية وخاضت مجال العمل في كثير من الوظائف وأثبتت نجاحها في مجالات متعددة من خلال تنوع وتوافر الكثير من الفرص الوظيفية مثل العمل في محلات بيع الألبسة النسائية والعمل عن بعد والعمل المنزلي ضمن برامج الأسر المنتجة وغيرها كما كرمت المملكة عدداً من الرائدات السعوديات لتميزهن في عدد من المجالات الطبية والإعلامية والاقتصادية ومن ذوي الاحتياجات الخاصة في اليوم العالمي للمرأة. وأردفت: ظهر عدد من المبتكرات والمخترعات والمبدعات السعوديات اللائي شاركن في فعاليات عالمية باسم الوطن ويمثلنه بكل اعتزاز، والأمثلة كثيرة على القرارات والخطوات التي خطتها المملكة في جانب المرأة نحو الأمام وفي فترة قصيرة، مؤكدة بأن هذا الاهتمام من القادة يأتي ليبرهن الدور الحقيقي الذي تحتله المرأة في تنمية وتطور مجتمعها في كافة مجالاته بالإضافة إلى اهتمام القيادة بكل ما يسهم في بناء وتطوير المجتمع والعناية بكافة أفراده على حد سواء. د. خالد باطرفي د. إياس بارود د. عبدالرحمن المحسني