تُعد بئر غرس الواقعة قرب تقاطع طريق الهجرة مع شارع قربان، من آبار قباء التي كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يستطيب ماءها ويشرب منه ويتوضأ ثم يهرق بقية وضوئه فيها، وقد أوصى قبل وفاته أن يغسّل بسبع قرب من مائها، وقال الباحث في معالم المدينةالمنورة عبدالعزيز الرفاعي: إن البئر كانت ملكاً للصحابي سعد بن خيثمة - رضي الله عنه - وهو الذي كان النبي الكريم يقيم أياماً في منزله بقباء قبل أن يتحول ويدخل المدينة، وكان الماء موجوداً بها إلى عهد قريب، فرآها صاحب كتاب الدر الثمين الشيخ غالي الأمين في العام 1387 ه، وذكر أنه شرب من مائها المائل إلى الملوحة نوعاً ما، وقيل إن في مائها مادة معدنية تداوي المغص وآلام المعدة، وكان ماؤها يغلب عليه اللون الأخضر إلا أنه طيب عذب كما وصفها عدد من المؤرخين، وقد خربت في عهد المؤرخ ابن النجار ولذلك قال وقد خربها السيل وطمها، لأنها كانت تقع بجوار وادي بطحان، ثم جددت ثم خربت وابتيعت عقب ذلك وأحيطت بحديقة، وجعل لها درجة ينزل إليها منها من داخل الحديقة وخارجها، وأنشأ بجانبها مسجد وأوقفت في العام 882 ه، وتقع اليوم في محيط مدارس الشاوي، وقد وضعت الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني شاخصاً لتحديد مكانها.