أكد الرئيس الإيراني الجديد مسعود بزشكيان، على «مد يد الصداقة للجميع، نحن جميعنا شعب هذا البلد»، مؤكداً في تصريح للتلفزيون الرسمي «علينا الاستعانة بالجميع من أجل تقدّم البلد»، وذلك في أول تصريح له بعد فوزه في الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسيّة الإيرانيّة أمام المرشّح المحافظ سعيد جليلي. وحصل بزشكيان -الذي تعهد بانفتاح إيران على العالم وتوفير الحريات التي يتوق لها الشعب- على غالبية أصوات الناخبين، حيث أعلنت وزارة الداخلية الإيرانية فوزه في الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية الإيرانية بنسبة 53.6% من أصوات الناخبين، بعد عدم حسم السباق خلال الجولة الأولى التي جرت في 28 يونيو الماضي. وقال المتحدث باسم لجنة الانتخابات الإيرانية محسن إسلامي إن مسعود بزشكيان أصبح الرئيس التاسع لإيران، مضيفاً: حصل مسعود بزشكيان على 16 مليوناً و384 ألفا و403 أصوات، وحصل منافسه سعيد جليلي على 13 مليونا و538 ألفا و179 صوتا، لافتا إلى أنه جرى فرز 30 مليونا و573 ألفا و931 صوتا، وأن نسبة التصويت بلغت 49.8%، متجاوزة نسبة التصويت في الجولة الأولى. من هو مسعود بزشكيان؟ الرئيس الإيراني الجديد، مسعود بزشكيان، طبيب وسياسي إصلاحي إيراني من مواليد 1954 في مدينة مهاباد بمحافظة أذربيجان الغربية، أنهى دراسته الابتدائية في مهاباد ومن ثم التحق بمعهد الزراعة في مدينة أرومية وحصل فيها على دبلوم في مجال الصناعات الغذائية. أدى الخدمة العسكرية في مدينة زابُل الحدودية بمحافظة سيستان وبلوجستان عام 1973، وأثناء هذه الفترة اهتم بالعلوم الطبية حصل على شهادته الثانية في مجال العلوم التجريبية وتم قبوله في المجال الطبي بجامعة تبريز للعلوم الطبية عام 1975، وأكمل دورة الطب عام 1985 وبدأ العمل في كلية الطب مدرسا لعلم وظائف الأعضاء، وفي عام 1990 حصل على تخصص الجراحة العامة من جامعة تبريز للعلوم الطبية، ثم في عام 1993 حصل على تخصص في جراحة القلب من جامعة إيران للعلوم الطبية في طهران، وتم تعيينه في مستشفى الشهيد مدني للقلب في تبريز، وفيما بعد أصبح رئيسا له. حياته السياسية مع بدء الحرب الايرانية- العراقية عام 1980، كان بزشكيان مسؤولا عن إرسال الفرق الطبية إلى جبهات القتال، ونشط في العديد من العمليات مقاتلا وطبيبا، وفي عام 1994 عيّن رئيسا لجامعة تبريز للعلوم الطبية، واستمرت رئاسته حتى عام 2000، وتولى منصب نائب وزير الصحة بوزارة الصحة والعلاج والتعليم الطبي لمدة 6 أشهر في حكومة محمد خاتمي الأولى. وبعد ذلك، في الولاية الثانية لرئاسة محمد خاتمي، شغل بزشكيان منصب وزير الصحة والعلاج والتعليم الطبي من 2001 إلى 2005، ومنذ عام 2008، يمثّل بزشكيان مدينة تبريز في مجلس الشورى الإيراني، وفي عام 2016 انتخب نائبا لمجلس الشورى الإيراني في دورته العاشرة التي كان يرأسها علي لاريجاني. الانتخابات الرئاسية سبق له أن سجل مرتين للترشح للانتخابات الرئاسية في الدورة الحادية عشرة (2013) والثالثة عشرة (2021)، إلا أنه في عام 2013 وقبل إعلان أسماء المؤهلين، انسحب لصالح أكبر هاشمي رفسنجاني، بينما في عام 2021 لم يحصل على موافقة مجلس صيانة الدستور لعدم توفر أهليته لذلك، وللمرة الثالثة، في 1 يونيو 2024 ترشح للانتخابات الرئاسية الإيرانية ال14 وتم إعلان اسمه كأحد المرشحين الستة المؤهلين من قبل مجلس صيانة الدستور للانتخابات الرئاسية الرابعة عشرة. ودخل بزشكيان في منافسة الانتخابات معلناً أن من أهم خططه وبرنامجه الرئاسي هو العمل على تحقيق «العدالة» و«الوحدة والتماسك» في المجتمع وتنفيذ بنود «خطة التنمية السابعة»، كما وعد خلال الحملة الانتخابية للانتخابات الرئاسية أنه وفي حال فوزه في الانتخابات سيشكل لجنة لمراقبة أعمال الحكومة وستكون هذه بمثابة جسر بين الشعب والحكومة.