انعشت شركة أرامكو السعودية التصنيع المحلي لخدمات آبار النفط البحرية بقيمة 33,75 مليار ريال، حيث منحت الشركة عقوداً ضحمة لست عشرة شركة محلية مختصة في أعمال تطوير آبار النفط والغاز البحرية وخدماتها في مجالات الأعمال الهندسية والتوريد والإنشاء في أضخم استثمارات أرامكو للتوسع في إنتاج حقول النفط والغاز البحرية وأضخم طرح تعاقدي للمصنعين المحليين والقطاع الخاص السعودي الذين ظفروا بنسبة 50 ٪ من إجمالي العقود الممنوحة لبرنامج حقل المرجان البحري البالغة تكلفتها الإجمالية 67,5 مليار ريال (18 مليار دولار) وهو ما يعكس التزام قوي للشركة بتعهداتها ومسؤولياتها الوطنية للتنمية الصناعية في المملكة، في وقت يعتبر برنامج المرجان الأعلى بين المشروعات الصناعية العملاقة بالمملكة من حيث نسبة المحتوى المحلي. وألزمت شركة أرامكو الشركات الفائزة بالعقود بزيادة حجم مشتريات المواد والمعدات من المصنّعين الوطنين، لدعم التصنيع الوطني، ورفع مستوى المحتوى المحلي إلى 70 % بحلول عام 2021م، والذي يعتبر أهم أهداف أرامكو السعودية عبر برنامجها "تعزيز القيمة المُضافة الإجمالية لقطاع التوريد في المملكة (اكتفاء)"، ومن المأمول أن تولّد منظومة المشروعات في برنامج المرجان آلاف الوظائف المباشرة وغير المباشرة، غالبيتها لدى القطاع الخاص في قطاع الهندسة والإنشاءات، معززين بذلك جهود أرامكو السعودية في توطين الوظائف وتوليد فرص العمل. وتعمل شركة أرامكو على إنشاء شركة وطنية رائدة في السوق الإقليمية، تضم واحدة من أكبر أساطيل منصات حفر آبار النفط، وتُدار بسواعد وطنية وخبرات عالمية، وتعزز من حضور الشركات الوطنية على الخارطة الإقليمية والدولية لتقديم خدماتها لكافة عملائها باقتدار، في وقت استحوذت شركة الحفر العربية على منصات حفر الآبار البرّية التابعة لشركة شلمبرجير في الشرق الأوسط، والمنتشرة في الكويت، وسلطنة عُمان، والعراق، وباكستان، ما يعزز من تواجدها كشركة وطنية على الخارطة الإقليمية والدولية في مجال خدمات حفر وصيانة آبار البترول. واعتبرت أرامكو هذا الاستحواذ من شأنه تعزيز قدرات شركة الحفر العربية وإمكاناتها، الأمر الذي سينعكس إيجابًا على أعمال أرامكو السعودية في مجال الحفر، في الوقت الذي تشهد فيه أعمال أرامكو السعودية مزيدًا من النمو والتوسع في قطاع الطاقة، وتدعم أرامكو أعمال توطين الصناعة النفطية المحلية وتتطلع بأن تقدم الشركات الوطنية خدماتها في قطاع النفط والغاز ليس فقط داخل المملكة، بل أيضًا توسّع قطاع أعمالها عبر منطقة الخليج والشرق الأوسط، وهو ما يتحقق من خلال هذه الصفقة حيث إن هذا الاستحواذ سيسهم في تعزيز موارد وإمكانات شركة الحفر العربية، بما يلبي احتياجات أعمال أرامكو السعودية في التنقيب والإنتاج. يشار إلى أن شركة الحفر العربية حصدت في عام 2018م جائزة برنامج "اكتفاء" لأفضل شركة في سعودة الوظائف، وذلك تقديرًا لجهودها الرامية إلى بناء ودعم المهارات والقدرات الوطنية. ويمثل حقل مرجان النفطي البحري أولى مشروعات أرامكو الضخمة للتوسع في الحقول البترولية البحرية في المملكة وتطويرها ويضم الحقل عدداً كبيراً من الآبار في جوف البحر، وتشمل أعمال التطوير إنشاء وحدة إضافية لفصل الغاز عن النفط بسعة 300 ألف برميل يومياً، إضافة إلى وحدة جديدة لمعالجة الغاز ومرفق للتوليد المزدوج وتنفيذ تغييرات على وحدة قائمة لإضافة سعة تجزئة لسوائل الغاز الطبيعي وتشييد منصات بحرية وخطوط أنابيب، حيث تتضمن خطط أرامكو لتطوير الحقل تشييد ثماني قواعد لمنصات نفطية.في وقت ينتج حقل مرجان كميات كبيرة من الغاز المصاحب في حين ستحل الطاقة النفطية الجديدة في الوقت المناسب محل التراجع في الطاقة النفطية من الحقول الأخرى في أماكن أخرى، وتكمن أهمية حقل مرجان البحري لارتباط معمل فرز الغاز عن الزيت رقم 2 في حقل مرجان بحقل الحصباة المغمور حيث أنشأت أرامكو ست منصات لإنتاج الغاز ومنصتين لربط الحقل بمعمل الحصباة، وتشييد خطي أنابيب بطول 160 كيلومترًا لنقل ما يقرب من بليوني قدم مكعبة قياسية من الغاز غير المرافق، إضافة إلى تهيئة تمديدات بطول 50 كلم من التمديدات الكهربائية والاتصالات من معمل فرز الغاز عن الزيت رقم 2 في حقل مرجان إلى المعمل، وجميعها تحت مياه البحر.