«عموري والهلال رواية عظيمة من روايات العشق وما فيها من فراق ولقاء وفراق، رواية لم تنتهِ فصولها بعد، ليس بعد». هذا ما غردت به بعد إصابة اللاعب عمر عبدالرحمن في الربع الأول من الموسم الماضي، وكتبت قبل ذلك مقالًا بعنوان «رحلة عُمَر» محتفيًا بقدومه للهلال بعد مطاردة استمرت لسنوات كان فيها ارتداء عموري لقميص «الزعيم» بمثابة الحلم الذي يشغل جل الهلاليين؛ لكن الحلم الذي تحقق الموسم الماضي تحول إلى كابوس، وأفراح الهلاليين انقلبت حزنًا وكمدًا بعد تعرض اللاعب لإصابة أنهت موسمه وقتلت فرحة جماهير «الزعيم» به باكرًا!. أقول هذا حتى يعلم الجميع ما يعني لي عموري شخصيًا، وحتى يدركوا صعوبة تناول قضية بقاء اللاعب أو الاستغناء عنه بمنطقية وعقلانية على واحد من عشاقه وعشاق فنه، لولا أن كرة القدم والأندية الرياضية لا تدار بالعاطفة فقط، بل يتحتم عليك في بعض الأحيان اتخاذ بعض القرارات الصعبة!. لا أحد مثلي يريد أن يعود عموري إلى الملاعب بقميص الهلال وأن تختم رواية عموري والهلال بفصول من الإنجازات والبطولات، وأن تمتد لسنوات؛ لكن القرار هنا يجب أن يكون للأطباء، والإدارة يجب أن تبني قرارها على ذلك حتى دون الرجوع للمدرب، لأن جاهزية عموري البدنية والطبية كافية لأن تضرب بكل الآراء والاستشارات عرض الحائط وأن تسارع لتجديد عقده، أمَّا إن ذهبت كل الآراء الطبية إلى أن عموري لا يستطيع أن يقدم المأمول منه للهلال في موسمٍ صعبٍ وطويلٍ يتطلب جاهزية كل الأجانب السبعة، فعلى الجماهير الهلالية وعشاق الهلال واللاعب -وأنا أحدهم- أن يتقبلوا هذا الأمر بشكلٍ يعكس الثقافة والفكر والعقلانية التي عُرفت بها جماهير الزعيم. لا أشك أبدًا في أنَّ فهد بن نافل ومن معه من المستشارين والأعضاء والداعمين بقيادة الأمير الوليد بن طلال هم أحرص الناس اليوم على أن يمتلك الهلال أفضل 7 عناصر أجنبية يمكن جلبهم أو إبقاؤهم، ومن الطبيعي أن تختلف وجهة نظر الإدارة وصناع القرار أحيانًا مع بعض الرغبات الجماهيرية، مثلما يختلف الجمهور نفسه أحيانًا في مسألة من يبقى ومن يرحل ومن يأتي؛ لكن النتائج في نهاية الأمر هي من ستحكم على جودة العمل وصوابه وصحة القرارات والخيارات والقناعات من عدمها!. إدارة بن نافل أخطأت حين قررت عدم ضم عموري لمعسكر النمسا، إذ سرَّعت بقرارها الضغط الجماهيري عليها، وكررت خطأ إدارة سامي الجابر الموسم الماضي حين لمَّح بعد ساعات من تكليفه إلى الاستغناء عن الحارس علي الحبسي؛ قبل أن يخطئ ثانية بالتراجع تحت ضغط الجماهير التي اكتشفت لاحقًا أنَّ الذي استمر كان أطلال حبسي الدوري الإنجليزي، لذلك أتمنى أن يكون قرار إدارة الهلال بشأن عموري مبنيًا على أسس طبية وعقلية بعيدًا عن العاطفة أو الخوف من غضب الجماهير، في المقابل عليها أن تعي جيدًا ماذا يعني عموري للهلاليين، وأن تعلم أنَّ قرار الاستغناء عنه فيما لو حدث سيكون قرارًا خطيرًا له تداعيات ستلاحقها إلى الأبد إن هي لم تستطع تعويضه بلاعب مثله لا يختلف عليه اثنان!.