لا خيار أمام الهلال اليوم أمام العين الإماراتي سوى أن يكتمل بدرًا، لتكتمل به أفراح السعوديين بعد تأهل "الأخضر" إلى مونديال روسيا 2018، وعلى الرغم من النقص العناصري المتمثل بغياب أربعة لاعبين أساسيين شاركوا في مواجهة الذهاب، واكتمال البنفسجي بعودة مدافعه إسماعيل أحمد وجاهزية نجمه الأهم عمر عبدالرحمن عموري، إلا أنَّ الهلال سيحظى بالمقابل بعودة الثنائي الغائب عن لقاء الذهاب، وهما ضابط إيقاعه الأوروغوياني نيكولاس ميليسي ونجمه الدولي نواف العابد، والأكيد أنه سيحظى بوجود لاعبه الأهم والأعظم الذي ستمتلئ به جنبات درة الملاعب!. الهلال الذي فشل في تسجيل أي هدفٍ في المواجهة السابقة سيكون مطالبًا الليلة بعدم استقبال أي هدفٍ ربما يجعل من مهمته أكثر صعوبة، والعين الذي نجح في حماية شباكه في ملعبه سيبحث عن هز شباك عبدالله المعيوف بهدف يهز به قلوب الهلاليين وآمالهم وأحلامهم، لذلك سيكون الأرجنتيني رامون دياز ولاعبوه أمام تحدٍ كبيرٍ ومهمة مركَّبة تتمثل في وجوب البحث عن اختراق الحصون "البنفسجية" وهز شباك خالد عيسى من دون السماح ل"عموري" ورفاقه بالاقتراب من منطقة الهلال المحرمة، وهي مهمة تطلب تركيزًا كاملًا طوال دقائق اللقاء، في ظل الغربلة الاضطرارية التي سيجريها دياز على ثلاثة مراكز في الدفاع ليعوض بها غياب محمد البريك وعبدالله الحافظ وانتقال ياسر الشهراني لمركز الظهير الأيمن ونزول عبدالله الزوري الذي لم يشارك كثيرًا هذا الموسم، لكن الخبر الجيد والمطمئن بالنسبة للهلاليين هو تواجد ميليسي وعبدالملك الخيبري في محور الارتكاز، واللذان يمتازان باللعب الجاد وبأقل عددٍ من الأخطاء، بعيدًا عن الميل لاستعراض المهارات الفردية واللعب بالنار في مناطق قابلة للاشتعال، إضافة إلى احتمالية مشاركة سالم الدوسري بديلًا عن بريتوس ماتياس الذي استبعد أن يجامله دياز ويكابر في الإصرار عليه كما فعل في الذهاب!. بعيدًا عن الجوانب الفنية، ستكون أمام الجهاز الإداري مهمة إخراج لاعبي الهلال الدوليين من نشوة المساهمة في تأهل المنتخب السعودي إلى المونديال الروسي، الذي كان بمثابة بطولة، بل هو أغلى من أي بطولة يحققها أي لاعب مع ناديه، وأخطر المباريات على اللاعب هي تلك التي تأتي مباشرة بعد تحقيق بطولة، كما أنَّ على نجوم الهلال الدوليين أن يستشعروا أهمية مواجهة الليلة عند جماهير الهلال وعشاقه ورجاله، وأن يعلموا أن لناديهم عليهم حقاً كما هو لمنتخب وطنهم، حتى تكتمل الفرحة الليلة ب"الزعيم الملكي"، كما كانت قبل أيام بالمنتخب الوطني!.