ماكغريغور دوغلاس رجلٌ من نبلاء الإدارة، عاش فترة الستينات من القرن الماضي، وتوغل في علم الموارد البشرية ودرس سلوك الموظفين، حتى خرج بنظريتين دقيقتين في وصف السلوك لدى الموظفين، هما نظريتا X و Y. أما النظرية X فهي ترى أن الموظف كسولٌ بطبعه، ميّالٌ إلى الراحة والدعة، لا يحركه حب العمل والإنجاز، وإنما يحركه الخوف من العقاب، فينجز في الأجواء التي تسودها الرقابة والمتابعة، وهو بحاجة ماسة إلى الرقابة اللصيقة التي تدفعه للعمل، هكذا تقول النظرية X. وأما النظرية Y فهي على العكس تماماً من النظرية X، ترى أن الطموح والإبداع دافعان قويان لدى الموظف للعمل والإنجاز، فهو يمتلك الدوافع الذاتية التي تحقق أهداف العمل، لا تناسبه - إطلاقاً - الرقابة المباشرة، ولا يحب المتابعة التي تشعره بعدم الثقة، فهو سينجز عمله على أكمل وجه. يرى دوغلاس أن المنظمات تمارس إحدى النظريتين عادةً، فإما أن تتبنى المنظمة النظرية X في علاقتها بالموظفين، أو تتبنى النظرية Y، ولكن ماذا لو تم الخلط بين النظريتين معاً؟ كم نحن بحاجة لدراسة السلوك داخل المنظمات، فمعرفة السلوك الفردي داخل المنظمة كفيل بتوزيع الأدوار بشكل سليم بين الموظفين، وكفيلٌ كذلك بخلق علاقة سليمة بين الإدارة والموظف.