كان لبلاغ أمير منطقة المدنية المنورة الأمير عبدالعزيز بن ماجد أثناء جولة خاصة له في حي الجرف حين رصد طفلا يقود سيارة في ساعة متأخرة، ردة فعل سريعة من قبل مرور المنطقة، إذ ضبط الجندي سعود العمري ذاك الطفل المخالف، واتضح أن عمره لا يتجاوز السبعة أعوام. وكانت ردة فعل القراء على هذا الخبر المنشور في أغلبها تحمل فكرة «لولا اتصال المسؤول لما ضبط المخالف»، أو من يتساءل: «هل علينا الوصول كل مرة للمسؤول لينجز العمل؟»، وبالتأكيد هناك من شكر الأمير والمرور على ما أنجز. ما يهمني هنا الردان الأوليان، فهما يدوران في فلك «الواسطة»، أو يؤكدان أن اتصال المسؤول «الواسطة» هو من جعل القضية تتحرك سريعا، ويتم القبض على الطفل. لهذا، الغالبية دائما ما يبحثون عن واسطة، أو يريدون الوصول للمسؤول لشرح قضيتهم المعلقة ليتم تحركيها، الغالبية أيضا يشتكي بعضهم من بعض، وأنهم يعطلون بعضهم البعض، ولا يمكن لهم العمل ما لم يقف فوق رأسهم المسؤول أو يهاتفهم لينجزوا العمل. فما الذي يجعل غالبية أفراد المجتمع يعطلون أعمال بعضهم البعض، ويدفع بعضهم البعض للبحث عن «واسطة» لينجز عمله، أسأل هكذا لأن الغالبية العظمة من موظفي المؤسسات الحكومية هم أفراد المجتمع؟ ثمة أمران يحركا الإنسان لإنجاز أي عمل بسرعة وبدقة، أولهما ما يسمى «بالدافع» وهو محرك داخلي يجعل الإنسان ينجز العمل المناط به، وحين يؤسس الفرد على حب وتقديس العمل منذ الصغر، ستجد السلوك لديه قائما على إنجاز عمله بدافع الحب. الأمر الآخر وهو «الحافز»، وهو محرك خارجي مرتبط بالمكافأة التي سيحصل عليها الفرد كلما أنجز عملا أكثر، وهذا الحافز تجده في البنوك والشركات، فهي تضع ما يسمى (Bonus)، تحاسب الموظف على ما أنجزه من عمل، وقد يصل (Bonus) إلى راتب شهر إضافي في نهاية السنة وقد يكون أكثر من هذا بكثير. خلاصة القول: إن غياب الدافع والحافز عند الموظف في الدوائر الحكومية، هو من يجعل الغالبية يبحثون عن واسطة، ويشتكي بعضهم من بعض. - كم مرة سمع أحدكم شخصا يبحث عن واسطة قبل ذهابه لبنك مقابل أي دائرة حكومية؟ علي أن أنبه: إن البنوك لا تؤسس دافعا داخليا للإنسان، بقدر ما هي تضع حافزا خارجيا، وحين يغيب الدافع الداخلي المسؤول عن تأسيسه المؤسسة التعليمية، يلعب الحافز دور الدافع. [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 127 مسافة ثم الرسالة