قال إمام وخطيب المسجد النبوي الشيخ د. عبدالله البعيجان في خطبة الجمعة: إن ما قام به المعتدون الآثمون من استهداف للمواطنين والمقيمين ، وترويع للآمنين وسفك لدماء الأبرياء والأطفال والنساء وانتهاك لحرمة المقدسات العظام ، وبلد الله الحرام جرائم تستنكرها جميع الأديان ، وتتنافى مع مبادئ الإسلام ، رد الله كيدهم في نحورهم وجعل الله بأسهم بينهم. وتحدث خطيب الحرم عن العبادة بعد رمضان وقال : إن للعبادة أثرا في سلوك صاحبها ، قال تعالى : " إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر " ، ومن علامات قبول الأعمال تغير الأحوال إلى أحسن حال ، وفي المقابل فإن من علامات الحرمان الانتكاس بعد رمضان وتغير الأحوال إلى أسوء ، فما أحسن الحسنة بعد السيئة تمحها ، وأحسن منها الحسنة بعد الحسنة تتلوها ، سلوا الله الثبات على الطاعات إلى الممات وتعوذوا به من تقلب القلوب ومن الحور بعد الكور ، قال صلى الله عليه وسلم : " إن أحدكم ليعمل بعمل أهل الجنة حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل النار فيدخلها ، وإن أحدكم ليعمل بعمل أهل النار حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل الجنة فيدخلها ". وأضاف : أبواب التوبة مفتوحة لم تغلق بعد رمضان وربنا جل وعلا يقبل التوبة عن في كل زمان ومكان ، يقبل التوبة ويعفو عن السيئات ، وفي الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قوله : " لَلَّهُ أَشَدُّ فَرَحًا بِتَوْبَةِ عَبْدِهِ الْمُؤْمِنِ مِنْ رَجُلٍ فِي أَرْضٍ دَوِّيَّةٍ مَهْلِكَةٍ مَعَهُ رَاحِلَتُهُ عَلَيْهَا طَعَامُهُ وَشَرَابُهُ ، فَنَامَ فَاسْتَيْقَظَ وَقَدْ ذَهَبَتْ ، فَطَلَبَهَا حَتَّى أَدْرَكَهُ الْعَطَشُ ، ثُمَّ قَالَ : أَرْجِعُ إِلَى مَكَانِيَ الَّذِي كُنْتُ فِيهِ ، فَأَنَامُ حَتَّى أَمُوتَ ، فَوَضَعَ رَأْسَهُ عَلَى سَاعِدِهِ لِيَمُوتَ ، فبينا هو كذلك إذ براحلته عند رأسه علَيْهَا زَادُهُ وَطَعَامُهُ وَشَرَابُهُ ، فأخذ بخطامها وأخطأ من شدة الفرح فقال : اللهم أنت عبدي وأنا ربك".