مجتمعنا مجتمع التكافل والتعاون وجبل على نهل الخير والسعي وراءه يشد بعضه بعضاً كالبنيان المرصوص، هذا هو المجتمع الإسلامي الصحيح في مذهبه وسلوكه الطيب، وهذه الصفات الحميدة تنطبق على جميع أفراده وشرائحه، الغني وميسور الحال يعطف على الفقير والمسكين الذي بحاجة إلى المساعدة المادية والعينية خلاف دفع الزكاة التي تدفع للفقراء والمساكين، فهذه الزكاة حق فرضها الله على كل من تجب عليه دفع هذه الزكاة، أما متوسط الحال والفقير يقف بجهده الذي يقدر عليه بمساعدة أخيه الإنسان في إيصال المساعدات له تطوعاً أو قضاء بعض حوائجه في مساعدته إما طبياً أو غذائياً.. إلخ، والمجتمع الرياضي من هذه المنظومة وهذه الطبيعة مثله مثل أي فرد في المجتمع عليه مسؤولية وله واجبات. الأندية الرياضية والحمدلله كثيرة ومنتشرة في أغلب مناطق المملكة مدنها ومحافظاتها وبعضها لها أنشطة عدة خلاف كرة القدم والطائرة والسلة والتنس الطاولة.. إلخ، وهناك نشاط أولمبي بمختلف شرائحه لبعض الأندية وهناك قلة منها تمارس النشاط الاجتماعي والثقافي، ويعد هذا النشاط مهماً جداً وأساسياً لهذه الأندية؛ لأنها تقدم في هذا خدمة لأبناء النادي وخاصة شغل وقت الفراغ المفيد، كما قلنا هذه الأندية الكثيرة ترعى في ظلها حسب تقديري الشخصي ما يقارب خمسة آلاف لاعب في مختلف شرائح الألعاب، فلو فكرنا جميعاً وطرحنا فكرة صندوق اجتماعي لكل نادٍ يساهم فيه كل لاعب ينتسب للنادي بما تجود به نفسه من المال قل أو كثر، كذلك يمكن أن يساهم أعضاء الشرف وبعض الجمهور في هذا الصندوق، ويكون هذا الصندوق على هيئة أو لجنة يحددها كل نادٍ تشرف عليه يكون هدفه الأول الوقوف مع كل لاعب خدم النادي في جميع الألعاب أو أحد منسوبي النادي المعوزين عندما يحتاج للعوز والمساعدة وكبر به السن، أو أصيب بعاهة أو إعاقة أقعدته عن العمل والوظيفة، أو أصيب بمرض عضال، أو عنده أسرة لا يستطيع الصرف عليها وتأمين احتياجاته الأولية ففي الإمكان أن يخصص له مبلغ يسد عوزه وأسرته ويعالج مرضه ويساعده على تسديد بعض الخدمات من سكن وكهرباء أو مياه بإشراف الهيئة أو اللجنة التي أشرنا إليها؛ لأن هذا اللاعب أو المسؤول في النادي أفنى جهده ووقته وتعبه في خدمة هذا النادي، وقد يكون ضحى بمستقبله دراسياً ووظيفياً، ورفع رأس النادي وحصل على بعض الكؤوس أو الميداليات، فلا نشبهه ب»الليمونة» عصرناها واستفدنا من عصيرها وقشرها ورميناها في صندوق النفايات، فكم نسمع في وقتنا الحالي الموجودين بيننا من بعض اللاعبين يرثى لحالهم وقد قسى عليهم الزمن والحياة، ولم نجد من يأخذ بأيديهم إلى بر الأمان في حياتهم المعيشية. *رياضي سابق عضو هيئة الصحفيين السعوديين والعرب مندل عبدالله القباع *