ربما كان منطقيا أن يغادر نجم كرة القدم البرتغالي كريستيانو رونالدو الملعب سعيدا بعدما فاز مع منتخب بلاده بلقب النسخة الأولى من بطولة دوري أمم أوروبا ، ولكن رونالدو حرص على استغلال هذا الحدث وكأنه فرصة للدفاع عن نفسه وإنجازاته. وبعد انتهاء المباراة على استاد "دراجاو" في مدينة بورتو البرتغالية بفوز أصحاب الأرض على المنتخب الهولندي 1 / صفر وحصول البرتغال على كأس البطولة ، استغل رونالدو اللقاءات التلفزيونية معه في الملعب لكشف ما يدور بداخله وأنه لا يزال متمسكا بالاستمرار مع الفريق ومؤكدا أنه قادر على تقديم أفضل مستوياته لسنوات أخرى قادمة. ولم يكن الفوز بهذا اللقب في بورتو وأمام الجماهير التي يعشقها رونالدو كافيا للاعب الفذ الذي توج قبل ثلاثة أعوام بلقب كأس الأمم الأوروبية (يورو 2016) بفرنسا ليكون اللقب الأول للمنتخب البرتغالي في تاريخ مشاركاته بالبطولات الكبيرة. وقال رونالدو /34 عاما/ مهاجم يوفنتوس الإيطالي : "لم يمر موسم واحد لعبت فيه بشكل سيئ. الأرقام تتحدث عن نفسها على مدار 16 عاما... ما الذي يمكنني فعله أكثر من هذا ؟ هل أستحق هذه الجوائز ؟ لا أعلم هذا ، يمكنكم أن تقرروا". وقبلها بلحظات ، ظهر رونالدو في بعض المشاهد وهو يهز رأسه ويبدو منزعجا وسط احتفالات المنتخب البرتغالي حيث أعلنت الإذاعة الداخلية للاستاد عن اختيار زميله برناردو سيلفا أفضل لاعب في البطولة ولم يقع الاختيار هذه المرة على رونالدو. وبعد فوزه بجائزة الكرة الذهبية لأفضل لاعب في العالم عامي 2016 و2017 ، تراجع رونالدو في 2018 إلى المركز الثاني خلف الكرواتي لوكا مودريتش زميله في ناديه السابق ريال مدريد الإسباني. وخلال المرحلة النهائية من بطولة دوري أمم أوروبا ، سجل رونالدو ثلاثة أهداف (هاتريك) رائعة قاد بها الفريق للفوز 3 / 1 على نظيره السويسري في المربع الذهبي ليتأهل الفريق البرتغالي بجدارة إلى المباراة النهائية التي لم يقدم فيها نفس المستوى في مواجهة المنتخب الهولندي. وكان سيلفا ، الذي يصغر رونالدو بعشرة أعوام ، أقل من مستواه المعهود أيضا خلال المباراة النهائية ولكنه فاز بلقب افضل لاعب في البطولة ليتوج بهذا موسما رائعا أحرز خلاله ثلاثة ألقاب مع مانشستر سيتي الإنجليزي. وصنع سيلفا لزميله جونزالو جويديس الهدف الوحيد في مباراة النهائي أمس. وإلى جانب الفوز بالكرة الذهبية خمس مرات ، يمتلك رونالدو عددا من الجوائز الفردية أكثر من أي لاعب آخر كما أحرز ألقاب 29 بطولة مع منتخب بلاده والأندية التي لعب لها. وسبق لفيرناندو سانتوس المدير الفني للمنتخب البرتغالي أن وصف رونالدو بأنه "عبقرية كروية" وأشار سانتوس إلى أن رونالدو يستطيع اللعب بنفس المستوى العالي لثلاث أو أربع سنوات أخرى مع المنتخب البرتغالي. ويوحي سلوك رونالدو بعد مباراة الأمس بأنه يتفق تماما مع هذه الرؤية. وقال رونالدو : "المنتخب الوطني سيستمر ، برونالدو أو بدونه... أعتقد أن الفريق لديه إمكانيات هائلة". وأضاف : "هناك لاعبون شبان ، لاعبون سيصبحون أكثر نضجا وأفضل بمرور الأعوام... أود أن أكون جزءا من هذا المشروع لأنني أشعر بأنني على ما يرام وبأنني أستطيع مساعدة المنتخب". وبخلاف فوزه مع المنتخب البرتغالي بلقبي يورو 2016 ودوري أمم أوروبا 2019 ، أحرز رونالدو لقب دوري أبطال أوروبا خمس مرات ولقب الدوري الإنجليزي ثلاث مرات ولقب الدوري الإسباني مرتين إضافة للقب الدوري الإيطالي في الموسم المنقضي. كما أحرز خمسة ألقاب في بطولات الكؤوس المحلية للأندية التي لعب لها وأربعة ألقاب في بطولات كأس العالم للأندية. وما زال اللقب الوحيد الكبير الذي لم يحرزه هو لقب كأس العالم مع منتخب بلاده علما بأنه سيكون في السابعة والثلاثية من عمره عندما يحين موعد كأس العالم 2022 في قطر. ولا يرجح أن يعتبر رونالدو هذا السن عائقا أمام مشاركته وقد يعمل على إنهاء مسيرته الكروية من خلال مونديال 2022 .