على الرغم من جلوسه على مقاعد البدلاء في أغلب فترات المباراة النهائية لبطولة كأس الأمم الأوروبية لكرة القدم "يورو 2016" التي انتهت بفوز البرتغال على فرنسا 1 / صفر مساء أول من أمس الأحد، كُتب المجد باسم النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو الذي توج للمرة الأولى بلقب بقميص المنتخب البرتغالي لتكتمل أركان أسطورته الكروية. وانهمرت دموع رونالدو عندما خرج بسبب إصابته في الركبة بعد 24 دقيقة من بداية المباراة وتوجه إلى غرف تغيير الملابس ثم عاد إلى مقاعد البدلاء مع بداية الوقت الإضافي، لتتحول بعدها دموعه إلى دموع فرح إثر فوز منتخب بلاده بهدف البديل إيدير لوبيز في الدقيقة 109. وقال رونالدو "أنا سعيد للغاية، كنت أنتظر ذلك منذ فترة طويلة. كنت أدعو الله لمنحي فرصة أخرى.. عاندني الحظ بالإصابة، ولكنني دائما أثق بأن زملائي اللاعبين قادرون على الفوز مع استراتيجية المدرب، إنها لحظة سعيدة للغاية. لحسن الحظ، سارت الأمور لصالحنا.. بالنسبة لي هي لحظة استثنائية مذهلة لا يمكن أن تنسى". ويرى فيرناندو سانتوس المدير الفني للمنتخب البرتغالي أن رونالدو "أفضل لاعب في العالم." وفي كثير من الأحيان، يبدو رونالدو مستشعرا لهذا الوصف بشكل واضح ، خاصة من خلال ما يقدمه داخل الملعب وخارجه. ويمتلك رونالدو نجم ريال مدريد الأسباني العديد من الأرقام التي تؤكد عظمته الكروية وفي مقدمتها صدارته لقائمة أبرز هدافي دوري أبطال أوروبا على مدار تاريخ اللعبة وفوزه ثلاث مرات بجائزة الكرة الذهبية لأفضل لاعب في العالم. وبدأت إنجازات رونالدو في يورو 2016 في فرنسا بكونه أصبح من خلالها أكثر اللاعبين مشاركة مع المنتخب البرتغالي على مدار التاريخ وأول لاعب يهز الشباك في أربع نسخ مختلفة ببطولات كأس الأمم الأوروبية كما يقتسم صدارة قائمة هدافي البطولة على مدار تاريخها مع الأسطورة الفرنسي ميشيل بلاتيني برصيد تسعة أهداف لكل منهما. وجاء فوز البرتغال باللقب على حساب أصحاب الأرض ليكون بمثابة جوهرة التاج لمسيرة رونالدو الكروية. وبدا الوضع مأساويا بالنسبة لرونالدو عندما سقط مصابا في الركبة إثر تدخل من ديميتري باييه، وقد شهدت تلك اللحظات لقطة نادرة حيث وقفت فراشة على جبين اللاعب وقد انتشرت اللقطة الطريفة بشكل هائل على نطاق واسع عبر موقع شبكة التواصل الاجتماعي "تويتر". ولكن عندما جاء هدف إيدير، هلل رونالدو عند مقاعد البدلاء وقفز فرحا ثم بدأ في تقمص دور المدير الفني بإصدار التعليمات لزملائه، وهو ما فعله من قبل عندما كان يحاول إقناع جواو موتينهو بتنفيذ ضربة جزاء في مباراة سابقة بالبطولة. وقال سانتوس "كريستيانو نموذج رائع حاول البقاء في الملعب كان قويا للغاية في غرفة تغيير الملابس لقد ساعد كل اللاعبين هذا هو مفهوم العمل الجماعي". وكان التتويج بلقب مع المنتخب الإنجاز الوحيد الغائب عن قائمة إنجازات رونالدو الذي توج من قبل على مستوى الأندية في دوري أبطال أوروبا وبطولات الدوري المحلية. وشكل لقب "يورو 2016" أفضلية لرونالدو، اللاعب السابق لسبورتينج البرتغالي ومانشستر يونايتد الإنجليزي ، على غريمه الأرجنتيني ليونيل ميسي الذي خسر مع منتخب بلاده في نهائي كأس العالم وكذلك ثلاث مرات في نهائي كأس أمم أمريكا الجنوبية "كوباأمريكا" ولم يتوج بأي لقب بقميص المنتخب. كما شكل إحراز اللقب، إنجازا من نوع خاص بالنسبة لرونالدو الذي كان قريبا من الحلم في "يورو" 2004 بالبرتغال عندما كان في التاسعة عشر من عمره ووصل مع المنتخب إلى النهائي لكنه خسر أمام منتخب اليونان في لشبونة.