الإعلام ركيزة مهمة للتنمية بجميع عناصره «المقروء والمرئي والمسموع»، بالمفهوم الرئيسي لكلمة إعلام، ليست المسألة فقط إصدار صحيفة أو تدشين قناة أو إذاعة، وتنتهي عند هذا الحد!, لا فهناك أسس لصناعة الخبر هي ما تنهض به الصحافة والإعلام, فنون صناعة المحتوى الجميل هو ما يحتاجه القراء على اختلاف مشاربهم وتوجهاتهم.. المتلقي هو الحكم فيما ينشر ويبث والأهم من ذلك المصادقية والشفافية التي تطالعنا بها هذه المصادر ومنها تنال الثقه، وهذا ما يظهر جلياً في تعاطي الناس مع هذا المنتج على اختلاف أغراضه. نشاهد قنوات عديدة جداً تم إنشاؤها سواء إخبارية أو عامة أو رياضية أو ثقافية، لا ضير بتوجهات القنوات وتخصصها والذي لأجله تم التأسيس، فالبتأكيد هي متطلبات وضعت وفق دراسات، ولكن الأهم ماذا تقدم للمتلقي؟ البرامج «الحوارية» في أغلب هذه الأقنية للأسف «مكررة» من حيث المحتوى ومن حيث المحاور، بل وربما نفس الأسماء من الضيوف!! ومن هنا ابتعد المشاهدين عن المتابعة وأصبحت البرامج من الماضي بالنسبة لهم، ولن يعودوا إلا بتغيير المحتوى بشكل كامل والأهم الابتعاد عن المحاور التقليدية المتبعة وإثارة المفتعلة! قبل عقد من الزمان كانت القناة الإخبارية أثناء حقبة الأستاذ محمد التونسي وهو يقود هذه المنظومة، تثري المشاهد بالبرامج المتنوعة والحوارية، كان الاستديو مفعم بالنقاشات والحوارات الثقافية والفكرية والاقتصادية والعلمية بين المقدم والضيف، ويترتب عليه نتائج ومعلومات بانتهاء الحلقة، هدفها أولاً تقديم رسالة الإعلام كما يجب وإفادة الملتلقي ثانياً، من خلال أسماء لها خبرتها العلمية والعملية. وهذا ما يحتاجه الشارع من فعل إعلامي وطني وذي فائدة وإضافة إلى ما نشاهده في كثير من القنوات مؤخراً من ضعف الإعداد والمحتوى والتكرار. تابعت عدداً من البرامج في بعض القنوات فوجدتها ما هي إلا نسخ لذات البرامج وذات الأسماء ولربما التوقيت ذاته، وبالتأكيد المذيعون أنفسهم. أنهم يكررون ماقدموا العام الفارط، دون تغيير. رضا المتلقي غاية إلا في هذه القنوات والبرامج التي لم تقدم ما ينم عن حتى احترام للمشاهد فما بالك برضاه بل ولربما تجاوزت بعض اللقاءات الثوابت والقيم والمبادئ. الإثارة تكمن بماذا يقدم الضيف من إثراء ومعلومة، وليس بما يخالف به المجتمع والثوابت، وهذا ما يتوجب على المسؤولين عن البرامج الحوارية مراجعة أنفسهم، واستقطاب من يثري والوطن مليء بالرموز المرحب بهم، لا من يثير بسوء ما يقول، وغير مرغوب فيه اجتماعياً من الأساس.