تسيطر المقارنات غير العادلة بين برنامجي "الليوان" و"مجموعة إنسان" على مواقع التواصل، حيث تفوقت البرامج الاجتماعية الحوارية على الفنية التي غاب نجومها وأصبحت تنافس نفسها على الضعف.. مع عودة نجم البرامج الحوارية الإعلامي عبدالله المديفر إلى الساحة ببرنامج حواري اجتماعي امتد نجاحه لشهر رمضان ليصبح له شكل آخر وعنوان آخر أكثر انسجاماً مع الشهر الفضيل، وهو "الليوان"، عادت الحياة والمنافسة لهذا النوع من البرامج، حيث يقود المديفر هذه البرامج ويتبعه البقية، بينما غاب نجوم البرامج الحوارية الفنية عن الساحة الواحد تلو الآخر حتى أصبحت هذه البرامج بلا قائد، لينادي الجميع "نريد عبدالله المديفر آخر هنا. حيث يقوم فريق من صحافيين اجتماعيين وآخرين سياسيين وحتى المقدم نفسه الذي يملك بدوره خلفية صحافية كبيرة بالجانبين، على إعداد "الليوان"، كما يحدث في كل البرامج الأخرى ذات التوجه نفسه، بينما يقوم على إعداد "مجموعة إنسان" أشخاص ليس لهم أي علاقة بالصحافة الفنية، بل هم صحفيون وموظفو علاقات عامة وإعلام من كل المجالات ما عدا الفن، ينقلون أسئلتهم من المجالس، ويبدؤون معظمها ب "يقولون"! ما ينقذ الإعداد الضعيف عادةً هو المقدم القوي، ما عدا في البرامج الفنية، لن ينقذ الإعداد الضعيف إلا علاقة قوية تربط بين المقدم وتاريخ الضيف، وليس الضيف نفسه، ربما لأن الفن بالذات يعتبر مساحة مكشوفة ليست مليئة بالأسرار بقدر ما هي مليئة بالفراغات، ولذلك على مقدم هذه البرامج أن يكون مطلعاً قبل كل شيء وليس مجرد قارئ، يعرف متى يتدخل، وكيف يعيد تنسيق الجملة للحصول على المفردة الناقصة، وكيف يملأ الفراغ بدلاً عن هذا النجم في حال المراوغة، ليس عن دراية، بل عن خبرة. اشتياق الجمهور لبرامج حوارية فنية نافذة يدل على أن "مجموعة إنسان" أخفق إخفاقاً كبيراً، حتى بات المشاهد متعطشاً لشيء مما كان يرفضه في السابق بدلاً من الذي يراه الآن، رغم أن البرنامج لم يغفل بعض الأسماء المهمة، لكن تبقى المشكلة الأساسية أنه لم يقدم معهم أو من خلالهم أي شيء مهم!