يعد الشهر الكريم من أفضل شهور السنة، وأكثرها بركة، يقضي فيه العديد من أفراد الأسرة ساعات عديدة وهم يتلون كتاب الله، هذا عدا أنه شهر صلة رحم، حيث يصلون فيه بعضهم بعضا، مجتمعين على مائدة واحدة، منعكسا ذلك إيجابًا على سلوكهم وسعيهم للخير والرزق، وأشارت أ. صالحة الشلوي أخصائية علاج اجتماعي إلى أن الأجواء العائلية في هذا الشهر الكريم جميلة جدًا حيث يجلس الوالدان قبل أذان المغرب على مائدة الإفطار سائلين الله التوفيق لأبنائهم وبناتهم متابعين وحاثين على أداء صلاة التراويح وصلاة القيام، ويتحمس العديد من الآباء في تشجيع أطفالهم على الصيام إن كانوا قادرين على ذلك، مؤكدين في سعيهم مشاعر الود والحب، وذكرت هديل التركي أن أجواء بعض العوائل هذه الأيام في حالة استنفار مع العبادة والتسوق استعدادا للعيد إلى جانب آخرين يحرصون على اقتناء أشياء تهمهم في محلات الزينة والأثاث حيث يستقبل الضيوف وجميعنا -ولله الحمد- سعيد بهذه الأجواء الروحانية التي تسود هذا الشهر ساعين لبذل الخير والعطاء عبر إفطار الصائم والصدقات على العوائل والأفراد المحتاجين ورائع جدا ما نراه بين الأسر من تبادل للأطباق الرمضانية اللذيذة وتسعد بعض الأحياء باحتفالات القرقيعان والأناشيد الرمضانية التي يستمتع بها الأطفال، ونحمد الله أن شهر رمضان ليس محصورًا في الكماليات والمظاهر المألوفة من استعدادات وتجهيزات، بل إنه فرصة لتعويد النفس على ما ترغب التعود عليه من سلوكيات إيجابية، إلى جانب أن للصيام فوائد كثيرة وحكما عظيمة، منها تطهير النفس، وتهذيبها، وتزكيتها من الأخلاق السيئة، كالأشر والبطر والبخل، وتعويدها على الأخلاق الكريمة، كالصبر، الحلم، الجود، الكرم، إلى جانب مجاهدة النفس فيما يرضي الله تعالى، وذكرت هقوة الشهري أن الجميل في رمضان تجمع شمل الأسرة، والتفاف البنات مع والدتهن لإعداد الإفطار، والاجتماع على مائدة واحدة حريصين جميعا بين وقت وآخر على ختم جزء من القرآن ودعوة الجيران والأقارب في المنزل؛ لتناول وجبة الإفطار الأمر الذي يعطي أجواءً جميلة في البيت، ويحقق للمتواصلين كسب الأجر والثواب، إلى جانب السعي لتقديم إفطار صائم بمسجد الحي سائلين الله التوفيق والأجر والثواب.