أكدت الحكومة اليمنية على ضرورة ربط فرع البنك المركزي في الحديدة بالمركز الرئيس في عدن وإلغاء كافة القرارات والتعيينات الصادرة عن ميليشيات الحوثي الانقلابية المدعومة من إيران في مختلف قطاعات ومؤسسات الدولة، خصوصاً الإيرادية، حتى تتمكن الحكومة من دفع الرواتب لموظفي الدولة في الحديدة والمحافظات الأخرى، وفق اتفاق ستوكهولم المبرم في ديسمبر بين الأطراف اليمنية. ويخوض وفد اقتصادي حكومي مشاورات غير مباشرة مع وفد للحوثيين في العاصمة الأردنية عمان برعاية مكتب المبعوث الدولي مارتن غريفين وبمشاركة عدد من المنظمات الدولية، بهدف تنفيذ الجانب الاقتصادي لاتفاق الحديدة. ومن المقرر أن استمع أمس الأربعاء الوفد الحكومي من مكتب غريفيث ردود الحوثيين على عدد من النقاط التي طرحها، ومناقشتها. وقدم الوفد الاقتصادي الحكومي لمكتب غريفيث رؤية الحكومة المتعلقة بموانئ الحديدة وإيراداتها ودفع مرتبات الموظفين، والتي تتضمن آليات لضبط إيرادات ميناء الحديدة والصليف ورأس عيسى، والإشراف عليها وإعادة مسؤولي المؤسسات الإيرادية الذين كانوا يمارسون مهامهم قبل سيطرة الحوثيين على الحديدة. وذكرت مصادر حكومية أن الوفد الاقتصادي الحكومي طالب بربط فرع البنك المركزي بمحافظة الحديدة، والذي ستورد إليه عائدات موانئ الحديدة، بالمركز الرئيس للبنك في العاصمة المؤقتة عدن، وإيداع كافة الإيرادات في الحسابات الحكومية المعتمدة. وشدد الوفد الحكومي على ضرورة إيقاف العبث الذي يمارسة الحوثيون في إيرادات الموانئ الثلاثة وإيرادات محافظة الحديدة وإلغاء كافة القرارات التي استحدثها الحوثيون في المؤسسات وبخاصة الإيرادية منها، علاوة على تحرير المؤسسات الإيرادية في الحديدة وموانئها من أي نفوذ مباشر أو غير مباشر لميليشيات الحوثي. كما أكد الوفد على ضرورة «إلغاء القوانين التي فرضتها الميليشيات الانقلابية على الإيرادات والضريبة والزكاة وغيرها وإلغاء كافة التحصيلات غير القانونية». وتأتي مناقشة الجوانب الاقتصادية المتعلقة باتفاق الحديدة، بالتزامن مع تنفيذ إعادة انتشار قوات الانقلابيين من الموانئ الثلاثة. وقالت الأممالمتحدة، إن إعادة انتشار الحوثيين في الموانئ الثلاثة تمت جزئياً كما هو متفق عليه. وقال رئيس بعثة المراقبين الدوليين الجنرال مايكل لوليسغارد في بيان له «تراقب فرق الأممالمتحدة إعادة الانتشار هذا، والذي تم تنفيذه، جزئياً كما اتفق الطرفان اليمنيان في إطار المرحلة الأولى». لكن الحكومة اليمنية التي سبق وأن وصفت عملية انتشار الحوثيين بالمسرحية الهزلية، أكدت في رسالة إلى رئيس مجلس الأمن وأعضائه على حقها في مراقبة الانسحابات وفق قرارات مجلس الأمن وعبر لجنة تنسيق إعادة الانتشار. ولا يكفي أن يقوم رئيس اللجنة بتقديم ملخص لما يجري. وشددت على أن عملية انسحاب الميليشيات الحوثية من الموانئ إن تمت دون إشراف ورقابة وموافقة لجنة تنسيق إعادة الانتشار، بأطرافها الثلاثة، ستشكل مخالفة لما تم التوافق عليه خلال الأشهر الماضية، وهدما لجهود المجتمع الدولي بما يقدم خدمة مجانية للميليشيات الحوثية لإعادة تكرار مسرحية الانسحاب الأحادية التي تم تنفيذها سابقاً في ميناء الحديدة بتاريخ 30 ديسمبر 2018، والتي وقف أمامها بحزم الجنرال كاميرت وكشف هزليتها، مؤكدة أن الانسحاب أحادي الجانب في الحديدة يخالف اتفاق ستوكهولم. ميدانياً، دمرت مقاتلات تحالف دعم الشرعية في اليمن أمس آليات قتالية تابعة للحوثيين، في محافظة حجة. وأوضح موقع «سبتمبر نت» الناطق باسم وزارة الدفاع اليمنية أن تلك الغارات الجوية، استهدفت معسكرًا للميليشيا الانقلابية، في مديرية عبس، حيث أسفرت عن سقوط قتلى وجرحى في صفوف الميليشيا، وتدمير ست دبابات تابعة لها. وبالتزامن استهدفت غارات مماثلة مواقع الميليشيا الحوثية، في مزارع «الجر» بالمديرية ذاتها، مما أدى إلى تدمير عربتين (BMB)، ومنصتي إطلاق صواريخ كاتيوشا. كما استهدفت قوات الجيش الوطني اليمني تجمعات وتحركات للميلشيا في محافظة البيضاء. وأفاد موقع «سبتمبر نت» أن قوات الجيش شنت هجمات صاروخية على تجمعات لميليشيا الحوثي في موقع القشاش بمنطقة قربة مديرية الزاهر، ما أسفر عن تدمير وحرق طقم قتالي، ومصرع ثلاثة من عناصر الميليشيا الإرهابية، وإصابة آخرين. وفي سياق متصل، ذكر تقرير إخباري أن 97 حوثياً قتلوا في مواجهات مع الجيش اليمني بمدينة قعطبة شمالي محافظة الضالع. وأفادت مواقع إخبارية يمنية بأن قوات الجيش اليمني والمقاومة حققت تقدماً كبيراً أمس في طرد الحوثيين من المدينة. وأضاف أنه تم أسر 120 حوثياً بينهم قيادات. وفي الجوف، قتل مدنيان وأصيب ثلاثة آخرون إثر استهداف ميليشيا الحوثي سيارة بصاروخ في مديرية الغيل. وأكد مصدر طبي في مستشفى الجوف العام في تصريح لوكالة الأنباء اليمنية الرسمية «سبأ» أن المستشفى استقبل حالتي وفاة وثلاث حالات مصابة بجروح بليغة، بينهم أطفال. وذكر شهود عيان أن ميليشيا الحوثي استهدفت سيارة أحد المواطنين اليمنيين بصاروخ موجه في الطريق العام بين مديريتي الغيل والمصلوب، أثناء عودته من مركز المحافظة. لوليسغارد خلال حديثه من ميناء الحديدة (أ ف ب)