يستقبل المسلمون في "هولندا" شهر الخير والبركة بسعادة غامرة كما هي الحال بالنسبة لجميع مسلمي العالم؛ حريصين على إتمام الاستعداد له في وقت مبكر، ويفضل جزء كبير من المسلمين هناك العودة إلى وطنهم الأم خلال الشهر خاصة إذا تصادف مع الإجازة الصيفية، حيث تعد هولندا واحدة من الدول الأطول مدة في ساعات الصوم التي تزيد على 18 ساعة يوميًا، وتتجاوز صلاة التراويح منتصف الليل. وأكد بلال دارنون المقيم في هولندا أنه على الرغم من طول مدة الصيام في هولندا فإن نسبة كبيرة من المسلمين، خاصة الشباب يحرصون على أداء تلك الفريضة، وخلال هذا الشهر يتمون قراءة القرآن الكريم في مختلف مساجد هولندا التي يبلغ عددها نحو 400 مسجد يؤدون الصلاة يوميًا، وتزداد أعدادهم خلال صلاة العشاء والتراويح، وفي السنوات الأخيرة لوحظ إقبال عدد كبير من النساء والفتيات، وأشار بلال دارنون إلى أن شوارع المدن الهولندية الكبرى تخلو من أي مظاهر خارجية توحي للزائر الأجنبي باستثنائية الشهر الكريم ومع ذلك فإن مقرات المساجد والجمعيات الإسلامية والمقاهي وسائر الأماكن العامة التي يتجمع فيها أبناء الأقلية المسلمة تعكس بوضوح استثنائية وأهمية هذا الشهر لدى غالبية المسلمين الذين يحرصون على خلق أجواء أسرية مميزة، كما هو الشأن في بلادهم الأصلية، ويؤكد الآباء لأبنائهم خصوصية هذا الشهر الكريم وأهميته كركن أساسي من أركان الإسلام، ويجتهد المسلمون خلال هذا الشهر في تحضير وجبات إفطار شبيهة بتلك التي اعتادوها في بلادهم الأصلية، وعلى التحلق على موائد الإفطار بشكل جماعي، حيث تستغل جل الأسر المسلمة شهر الصوم، لدعوة الأقارب والمعارف، طلباً لأجر إفطار الصائم وعملاً بسنة صلة الرحم، وأصبح التحلق الجماعي حول برامج رمضان في القنوات التلفزيونية الفضائية التي تبث من الدول العربية والإسلامية في السنوات الأخيرة، جزءًا من عادات وتقاليد المسلمين في هولندا، حيث يبدأ الأمر بمتابعة صلاة التراويح مباشرة من مكةالمكرمة، ويتواصل بمشاهدة المسلسلات وسائر البرامج والأعمال الدرامية والترفيهية التي تحفل بها هذه القنوات خلال الشهر الكريم. وفي أمستردام، المدينة التي تضم مهاجرين من نحو 170 جنسية، لا يفتقد المسلمون، لاسيما في هذا الشهر الفضيل، المأكولات والأطباق التي تميز بلدانهم الأصلية، ففي الأحياء ذات الأغلبية المسلمة تعرض الأسواق الشعبية والمراكز التجارية العصرية كل ما يشتهيه أفراد هذه الجالية، من جميع أنواع الخبز والحلويات المغربية، التي تتنافس مع الكعك والأطباق التركية والمصرية والعراقية. بلال دارنون