حيث إن نظم السواتل أي (الأقمار الاصطناعية) الخاصة برصد الأرض والأرصاد الفضائية تعد مصدراً جديداً للمعلومات التي لا يمكن الحصول عليها بطرق أخرى، ونظم الاتصالات، والملاحة العالمية توفر أدوات فعالة في إجراء عمليات رصد وتقييم للبيئة وإدارة استغلال الموارد الطبيعية، وإدارة جهود التصدي للكوارث الطبيعية، وتزويد المناطق النائية بالخدمات التعليمية والصحية، والتواصل بين الناس في جميع أنحاء المعمورة. وتقدم فوائد اقتصادية واجتماعية، وتوفر دعماً قوياً لتنفيذ معظم أهداف 2030م، وإسهاماً كبيراً في تحقيق أهداف التنمية المستدامة تمشياً مع رؤية المملكة 2030م. وتستخدم التطبيقات الفضائية على نطاق واسع في مجال الزراعة الذي يعد قطاعاً اقتصادياً مهماً. وحيث إن هناك تحديات رئيسة تواجهها المملكة في الزراعة ممثلة في شحة مصادر المياه، والتصحر، والجفاف المتكرر، وتدني خصوبة الترية. وعوامل أخرى على سبيل المثال: انخفاض مستوى الإنتاجية الزراعية وذلك للتناقص التدريجي لنسب العمالة الزراعية من خلال انتقالها إلى العمل في قطاعات أخرى، وتباعد مناطق الإنتاج من مناطق الاستهلاك، وتنامي الطلب الاستهلاكي بسبب الزيادة السكانية، والتغيرات في دخل الأفراد، واختلاف الأنماط الاستهلاكية. وأيضاً بعد انضمام المملكة إلى منظمة التجارة العالمية أصبح هناك حقوق للمستثمر الأجنبي مماثلة للمستثمر السعودي، وأيضاً فتح للأسواق السعودية لمنتجات الدول الأخرى وهذا أدى إلى عجز في الميزان التجاري الزراعي وذلك لزيادة الاستيراد للمنتجات الزراعية والسلع الغذائية المصنعة. ولقد أثبتت تقنيات الفضاء بما في ذلك خدمات الاستشعار عن بعد والأرصاد، والمعلومات الجغرافية المكانية، والخدمات القائمة على تحديد المواقع. (وجميع هذه التقنيات متوفرة في معهد بحوث الفضاء والطيران بمدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية)، القدرة على التصدي للتحديات المتعلقة باستدامة الزراعة سواء كان ذلك ناجماً عن تزايد الطلب، أو تحويل الأراضي المنتجة إلى أغراض مختلفة، أو من تأثيرات الكوارث الطبيعية، أو الآثار طويلة المدى للتغيرات المناخية. ويعد رصد الأرض المستمر من الفضاء أمراً ضرورياً لإدارة ومراقبة الموارد الزراعية، فضلاً على توفير خدمات تنبؤية مهمة للحد من الكوارث المتعلقة بالمياه مثل الفيضانات والجفاف وزحف الجراد التي جميعها تؤثر بشكل متزايد على الإنتاج الزراعي. وكما تعد السواتل التي توفر بيانات عن العديد من المتغيرات الرئيسية المتعلقة بالتربة أو المحاصيل أو المياه أو الطقس بمختلف المقاييس والمعايير المكانية والزمنية ملائمة جداً للتخطيط والإدارة الزراعية. وتؤدي أنظمة الملاحة الفضائية مع الصور الفضائية ذات التباينات متناهية الصغر التبايني (30-50 سم) دوراً مهماً على نطاق واسع لزيادة نطاق الزراعة بدقة واستخدام الموارد بفعالية أكبر لتحسين كفاءة المنتجات واختيار السبل التي يمكن أن تقلل النفقات غير الضرورية على الوقود وغرس البذور والشتلات واستخدام الكيميائيات الزراعية وأيضاً الوقت. وكما تتيح التقنيات الفضائية فهماً أفضل لأحوال الطقس وتغير المناخ في العالم، فإن سواتل الأرصاد ترصد درجات الحرارة وهطول الأمطار والأعاصير والغطاء النباتي في المناطق التي يوجد فيها عدد قليل من محطات الرصد أو التي لا يوجد فيها. كما يستفاد منها توجيه إنذارات مبكرة بحالات الجفاف والظواهر الجوية القاسية. وكما تسهم نظم الاتصالات الفضائية بنقل البيانات من الأجهزة المركبة في المناطق النائية عديمة البنية التحتية إلى مراكز المعالجة المركزية. ويدعم الرصد الروتيني للأرض على الصعيد المحلي باتخاذ أصحاب القرار القرارات المستنيرة ووضع الخطط والتصورات لتفادي وصد جميع التحديات التي تواجه الاستدامة في مجال الزراعة. وكما يعد من أكثر الأدوات استخداماً لرصد أنشطة الإنسان على البيئة مثل (التعدي على المحميات وقطع الأشجار والاحتيطاب والرعي الجائر) وإدارة الموارد الطبيعية التي تعد حيوية بالنسبة لسبل المعيشة والتنمية الاقتصادية.