بقيت حركة "مجاهدي خلق"، بعد إخراجها من العراق سياسياً وعسكرياً، تعقد مؤتمراتها السنوية، التي هي أكثر من مهرجانات دولية يقترب عدد المشاركين فيها في العادة من المليون من بينهم وفود عربية ودبلوماسية، كثيرة في باريس، لكنها هذا العام ستنتقل إلى "تيرانا"، والاسم الفعلي للعاصمة الألبانية هو "طهران"، لأن "الأصدقاء" الفرنسيين قد استجدت عندهم مشكلات كثيرة ولأن بعض أصحاب "الصداري" الصفر ربما أن بعضهم يتعاطفون مع "الولي الفقيه" ومع قاسم سليماني ومع وزير الخارجية محمد جواد ظريف الذي هو الأكثر طائفية ومذهبية حتى من الخميني نفسه الذي كما هو معروف قد عاد في عام 1979 من "نوفل شاتو" إلى العاصمة الإيرانية بطائرة فرنسية. يقول النشيد الوطني الألباني: "أنت يا ألبانيا تعطيني الكرامة" وحقيقة أن هذا البلد المسلم الذي يقترب عدد سكانه من الثلاثة ملايين، 95 % منهم من الألبان والباقي معظمهم من اليونانيين، شديد الاعتزاز بنفسه وبتاريخه وهو كان في ذروة صراع المعسكرات انحاز إلى صين "ماوتسي تونغ" ويومها كان رئيسه أنور خوجة، الذي كان قد حكم بقضبة حديدية حتى وفاته في عام 1985، وحيث بعد ذلك أخذ ينتقل تدريجياً إلى الحريات العامة وإلى أن أصبح دولة ديمقراطية فعلية في عام 1998. المهم أن "المجاهدين"، الذين كان أسسهم مسعود رجوي مبكراً لإسقاط نظام شاه إيران وأصبحوا بعد ذلك أكبر قوة مناهضة لهذا النظام الحالي المتخلف، وتقودهم حالياً المجاهدة الفاضلة مريم رجوي، هم القوة الإيرانية الرئيسية التي تهدد فعلياً نظام "الملالي" وبالطبع فإن هناك قوى أخرى من المفترض أنها متحالفة معهم ممثلة في تنظيمات وتشكيلات سياسية عربية وكردية وبلوشية ولورية وأيضاً من آذارية وذلك مع أن علي خامنئي آذاري.. وأن الدولة "الصفوية" سيئة الصيت والسمعة آذارية أيضاً نسبة إلى صفي الدين أردبيلي. إن المتوقع أن يكون هذا المؤتمر الذي من المفترض أن يعقد في التاسع والعشرين من "يونيو" المقبل في "تيرانا" مهرجاناً عالمياً ضد "ملالي" إيران وأنه سيعزز التحالف الإيراني والإقليمي وأيضاً العالمي لإسقاط هذا النظام المتخلف والبدائي الذي يبذر ويبدد أموال الإيرانيين في "مغامراته" التوسعية وفي تدخله الشائن في العديد من الدول العربية المجاورة والعديد من الدول الإسلامية.. ولهذا فإن المفترض، بإذن الله، أن تكون هذه التظاهرة الكونية في العام المقبل في طهران.. وأن تكون "المجاهدة" مريم رجوي هي رئيسة الدولة الإيرانية الجديدة المنشودة التي ستكون وبالتأكيد رديفاً للعرب وسيكون شعبها شعباً شقيقاً ورديفاً فعلياً للأمة العربية.