نحن على وشك نهاية العام الدراسي، التي تبشرنا بإجازة طويلة تمتد إلى أربعة أشهر، ستبدأ الإجازة الصيفية من 27 شعبان، وسوف تنتهي بداية العام الجديد، وسيحصل كل منا على 120 يوماً تقريباً أو 2880 ساعة أو 172,800 دقيقة. ولا ريب أن مفهوم العطلة والإجازة عبارة عن أيام فارغة تكون كلها بيد الشخص يصرفها كيفما شاء، وأغلبيتها تصرف في سياحة أو سفر أو انشغال بالأشياء الممتعة قليلة النفع، وهذه كثيراً ما تذهب أوقات الإنسان بدون منفعة، فالوقت الذي بيده أنفس ما عنيت بحفظه، كما أنه يرى أسهل ما عليه يضيع. ولا تصدقوني -وهذه حقيقة- إن هذه الأشهر الأربعة إذا خطط لها ووضع جدول مناسب للأعمال فيها، سوف تدهشك نتائجها في النهاية. في الأسطر القادمة أحاول تقديم بعض الأعمال التي يمكن بوسع طالب أن ينجزها بدون أن يشق على نفسه كثيرًا. حفظ القرآن الكريم: الكتاب الذي يجدر بنا أن نعتني به قبل غيره هو القرآن الكريم، الذي يكشف عن أسرار الكون، ويحدث بالتفصيل عن هدف خلق الله الإنسان والجان، ومن مظاهر الاهتمام به حفظه عن ظهر قلب، ولا غرو أن شهر رمضان خير فرصة لمن لديه رغبة فيه، لأن له صلة مربوطة بالكتاب العزيز، وبالطبع لا يمكن حفظه في شهر واحد إلا من رزقه الله ذهناً ثاقباً ثم وفقه له، ولكن اغتنام مثل هذه الفرص يوصله إلى المطلوب في أشهر أو سنين، وثمة برامج وكتب تعطي الطالب قواعد ومعلومات عن الحفظ، فينبغي مراجعتها. شهر رمضان: هذا الشهر المبارك بمجموعه يبث في الناس روحاً دينياً لا يكاد يوجد في غيره، فالذي يرغب في الأخذ منه بحظ وافر عليه أن يروي نفسه من المعارف والعلوم الشرعية، ويحسن به أن يختار كتاباً موجزاً في تفسير القرآن ينجز قراءته خلال هذا الشهر، هكذا يكون مروره بمعاني القرآن الذي ربما تلاه قبله تلاوة ناظرة بدون فهم الرسالة التي أرسلها الله إليه. قراءة الكتب النافعة: في أوقات الدوام يكون الطالب مشغولاً بالمواد الدراسية التي قلما تتيح له فرصة العكوف على الكتب الإثرائية النافعة، ومن هذا المنطلق تأتي الإجازة توفر لديه إمكانية القراءة والمطالعة، فعلى الطالب أن يسعى في إنجازها مثمرة، ويجمل به أن يركز أكثر على الكتب التي تفيده من الناحية اللغوية مع كونها ممتعة. ولا بد من التخطيط قبل بداية الإجازة، لأن التخطيط شيء مسبق بالعمل، فإذا دخلت في العمل بدون وضع جدول مناسب هناك 90 % من الإمكان أنك ستفشل فيه، لأنه لا تصور للتخطيط أثناء العمل. على الطالب أن يراعي في التخطيط ألا يكثف المواد حتى يجلس بعد التعب بسرعة أو يمل منها، فيلزم عليه مراعاة ظروفه، كما عليه ألا يختار المواد التي درسها في الجامعة، بل ليرغب في موضوعات إثرائية أخرى، كما ينبغي له أن يهتم بالجانب التطويري لذاته أكثر من الحصول على المعلومات والمعارف.