يبدأ اختبار الفصل الدراسي الثاني للعام 1439 اليوم الثاني عشر من شهر رمضان، لقد كان هذا هو الوضع قبل الأمر الملكي الكريم بتقديم الاختبارات قبل رمضان، وبالتالي كان وضع الأسبوع الحالي أنه الأسبوع ما قبل الأخير في دراسة الطلاب، حيث فيه ينهي المعلمون شرح مناهجهم قبل أن يدخل الشهر الكريم، وسيكون الأسبوع القادم (أول أسبوع من رمضان تقريباً) هو غياب محقق ل99.99 % من الطلاب، حيث اجتمع فيه شرطان لهذا المظهر: أنه أول أسبوع من رمضان تقريباً، حيث يقاسي البعض التكيّف مع الصيام وأنه أسبوع المراجعة الشهير باستقبال الطلاب له بالغياب. لقد كان قراراً حكيماً وموفقاً ولله الحمد، فجزى الله مليكنا خير الجزاء ووفقه إلى الخير دائماً وأبداً، وأتصور هنا دعاء كل أسرة له - حفظه الله- لما حققه لهم من الاستقرار والسكينة في هذا الشهر الكريم وأسهم في رفع البأس عن أبنائهم الطلاب سواء أولئك الذين في المدارس أو الذين في الجامعات، ولا ننسى أيضاً الجامعيين المغتربين في جامعات بعيدة عن مدنهم مما كان سيضطرهم إلى السفر أثناء رمضان عائدين لأهليهم وهي مشقة أخرى خاصة للذين يسافرون بسياراتهم. دعونا أمام هذه الحقيقة نتأمل في نتيجة مهمة هي الإجازة الطويلة أربعة شهور إلا عشرة أيام فماذا تعني؟ هي أولاً تعني لكل طالب جامعي أو طالب مرحلة ثانوية نظام مقررات أن هذا الفصل هو فرصتك الذهبية لتسجيل فصل صيفي، حيث لأول مرة ستحظى به مع عدد كريم من الأيام يمثّل إجازة استرخاء مرضية لك بخلاف الوضع العادي للتقويم الدراسي والذي لا يمكنك فيه مع الصيفي أن تتمتع بإجازة استراحة تفصل بين الدراستين سوى حفنة أيام قليلة جداً لا تروي الغليل ولا تشفي العليل، والإجازة الطويلة أيضاً تعني الفرصة لاكتساب أو مراجعة المهارات الفائتة وهذا المصطلح أقصد به من يدرك مواطن مشكلاته في بعض المواد الدراسية بحيث لم يكن يتمكّن أيام الدراسة من استدراكها بسبب ضغظ كم المواد الدراسية فهذا هو الوقت المناسب لذلك سواء لمخزون مفردات اللغة الإنجليزية، أو المهارات الأساسية للرياضيات (جدول الضرب، الأسس، الكسور ... إلخ) أو مهارات اللغة العربية أو سرعة القراءة، وما إلى ذلك، إن هذه هي «أدوات العلم» التي بدونها لا يكون الإتقان، ومن خبرتي بأبنائنا الطلاب فكثير منهم يملك درجة ذكاء كافية للسيطرة على المناهج لكنه يفتقد الأدوات الأساسية، إما لم يفهما في السنوات الأولى أو أنه نسيها لقلة تعامله معها، ولكنها ستفاجئه لاحقاً في وقت يكون فيه مثخناً بكم المواد الدراسية وحجمها الكبير سواء كان ذلك في الثانوية أو الجامعة، ولست أدعو أبنائي الطلاب هنا إلى العودة لمقعد الدراسة والمدرسة لكني أدعوهم إلى تجربة مختلفة للتعلم وهي التعلم الحر Free Choice Learning وهو من مفاهيم التعلم مدى الحياة الجميلة وهي تجربة سيحبها الطالب عندما يجربها فليس أجمل من أن تتجه أنت للمعرفة لتحصلها عن رغبة منك في إكساب نفسك تلك المعرفة لشعورك ب»حاجتك» إليها، فهذا الشعور هو الذي سيكفل لك: سرعة الفهم و قوة الحفظ وهما العاملان اللذان يشكو منهما كل طالب تقريباً عند دراسته أو استذكاره شيئاً ما. وأهمس في أذن كل طالب: لقد اتضح لك من ضحايا الدراسة الجامعية الكثيرين حولك اليوم أن «الإتقان» هو ما يوصلك إلى التفوق سواء في الدراسة أو الوظيفة ولم يعد مجرد توفر الشهادة بيدك فقط هو العامل الوحيد للمستقبل فلننتبه... لذلك أدعو أبنائي الطلاب إلى استثمار هذه الإجازة في تجربة «التعلّم الحر» كما أدعو أولياء الأمور إلى تشجيع أبنائهم وبناتهم عليه فالإجازة الطويلة تكاد تكون تقريباً بطول فصل دراسي كامل ولا ينبغي أن تفوت فيها الفرصة دون استثمار، وإجازة تعلم سعيدة.