13 نقطة من أصل 15 في خمس مباريات قاد فيها المدرب التشيلي خوسيه سييرا الاتحاد منذ عودته لإنقاذ الفريق الكبير من شبح الهبوط، بالمقارنة مع 15 نقطة حققها المدربان الأرجنتيني رامون دياز والكرواتي سلافن بيليتش، ليصبح الاتحاد قريباً من تحقيق البقاء في مكانه الطبيعي مع الكبار كركن راسخ من أركان الكرة السعودية. كان سييرا في الموسمين السابقين ضالة الاتحاديين وقادهم في أحلك الظروف الفنية والإدارية والمالية لتحقيق نتائج مقبولة وكان علامة بارزة بقدراته التكتيكية وبراعته في إدارة المباريات علاوة على نجاحه الباهر في التعامل مع الجوانب النفسية وقدرته على خلق «كيمياء» مع مدرج الاتحاد الكبير الذي هتف كثيراً باسم هذا المدرب. الآن يثبت سييرا مجدداً أنه من أهم أركان استقرار الاتحاد الفني وأنه قادر على التعامل مع نجوم «العميد» وتفجير طاقاتهم واستغلال الدعم الجماهيري، ليتحسر الاتحاديون على قرار إبعاده بنهاية الموسم الماضي لمجرد أنه طالب بزيادة عقده، لترتكب بعدها إدارة نواف المقيرن خطأ فادحاً بالتضحية بالاستقرار مقابل عدم الرضوخ لمطالبة وتتكبد خسائر مالية وفنية كبيرة كان يمكن تفاديها لو تم الإبقاء على المدرب الخمسيني الذي أصبح أيقونة لفرح عشاق «الأصفر». كم خسر الاتحاد ماليا في تعاقده مع دياز وبيليتش بالمقارنة مع الزيادة في عقد سييرا لو بقي؟ وكيف سيكون وضع الفريق مع المدرب القديم الجديد لو أنه بقي واختار أدواته بنفسه في ظل الدعم الكبير الذي تلقته الأندية من قبل سمو ولي العهد بالمقارنة مع ضعف القدرات المالية للاتحاد حين أتى سييرا للمرة الأولى. إنه درس بالمجان لكل الأندية السعودية التي تكابر وتبحث عن امتصاص غضب الجماهير تارة أو تسعى للتعاقد مع مدربين يحملون قيمة كبيرة كأسماء، دون معرفة قدرتهم على الاندماج مع أجواء الدوري والمنافسات كما هو الحال مع بيليتش مثلا؟ متى تتعلم الأندية السعودية أن الاستقرار والصبر على المدربين وتعزيز نجاحاتهم بالإبقاء عليهم مفتاح للتطور الفني والوصول لكفاءة الإنفاق المالي علاوة على تحقيق نتائج كبيرة تسعد جماهيرها؟ فالأمثلة كثيرة ولا أدل من ذلك سوى درس التفريط بمدرب المنتخب الأول فان مارفيك وهو الذي قادنا لنهائيات كأس العالم بعد غياب، ليتم التفريط به ونسف الاستقرار قبل التعاقد مع الأرجنتيني خوان بيتزي وتكرار نفس الأخطاء والعودة لنقطة الصفر.