تلك كلمة موجزة، لكن معناها واسع، قد يغطي الأفق، تلك جملة نطق بها صاحب السمو الملكي ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان، حينما افتتح بها مشروع صناعة أول طائرة من نوع (نفاثة) تم تجميعها وصناعة كثير من أجزائها بأيدٍ سعودية، وقد حلقت تلك الطائرة سعودية الصنع، حلق بها العقيد الطيار الركن أحمد بن عناد مفرح العنزي؛ حينما استأذن سمو ولي العهد، عبر جهاز الاتصال اللاسلكي للإقلاع، بقوله: "بعزيمة أبناء الشعب السعودي وهمتهم الشامخة كجبل طويق.. أستأذن سموكم الإقلاع بأول طائرة تم تجميعها محليّاً لتبدأ طلائع تحقيق رؤية مملكتنا الحبيبة"؛ ومن ثم وجَّه سموه بالإقلاع، قائلاً: "بسم الله، وعلى بركة الله.. حلّق فوق أغلى أرض". فما أجمل تلك العبارة وما أوسع معناها خرجت من فم سموه معتزاً بأبناء وطنه وقدرتهم على مجاراة الدول الصناعية ومن المؤكد أن تلك الطائرة ستكون القاعدة الراسخة في أعماق الأرض ممتدة إلى عنان السماء، ستكون بداية صناعة وطنية عظيمة يتباهى بها كل مواطن ومواطنة تلك صناعة ترفع الرأس وتثبت أن أبناء هذا الوطن المعطاء ليسوا كما يردده البعض من الدول التي لا تريد لنا النجاح، وبأننا عالة على الغير، وأننا لا نستطيع التحليق في الفضاء الواسع فمن هنا نقول وبكل اعتزاز وشموخ: ها هم من يوصفون بسكان الصحراء أصبحوا مهرة في صناعة المستقبل وليس مجال صناعة الطيران بالمسلك الوحيد بل قد سبق صناعة تلك الطائرة صناعة السيارة (غزال) مما يعنى أن أبناء هذا الوطن سلكوا طرق الصناعة في الكثير من الميادين وما ذلك إلا نتيجة للتشجيع الذي يقرع آذان أبناء الوطن ليل نهار مصدره تلك التوجيهات التى تصلهم عبر كل وسيلة من ولي الأمر، خادم الحرمين الشريفين، وولي عهده صاحب الفكر النير والقلب الكبير وطموحه القوي بالحرص على نقل هذا الوطن من كونه مستهكاً ليكون ممولاً لنفسه أولاً وسيكون ممولاً لغيره فيما بعد - بإذن الله وتوفيقه - شريطة أن تتماسك أيادي شباب هذا الوطن مع يدي سموه الكريم، إذ إن وحدة الهدف والتفاف أبناء الوطن حوله ليكونوا دائرة واحدة لا طرف لها، أو حزمة لا تنفلت، سيكون سبباً للنهوض بوطننا الحبيب لتحقيق تلك الرؤية "2030".