قد يكون تهديد الاتحاد الأفريقي للمجلس العسكري الانتقالي السوداني بتجميد عضويته إن هو لم يسلِّم السلطة للمدنيين من قبيل الحرص ومن قبيل الاستجابة لرغبة شعب السودان وقواه السياسية، لكن ما يدعو إلى الاستغراب حقاً أن هذا "الاتحاد" قد تعايش ولثلاثين عاماً مع عمر البشير، وذلك في حين أنه كان عليه أنْ يطلق ضد الرئيس السوداني، الذي تمت إطاحته، ألف تهديد أقْسى من هذا التهديد بألف مرة. وهنا فإن ما يحسب كخطوة إيجابية للجامعة العربية أنها قد بادرت إلى تجميد عضوية نظام بشار الأسد عندما ذهب بعيداً في اضطهاد الشعب السوري، وقتل مئات الألوف من أبنائه، وفتح أبواب سورية للاحتلال الإيراني، وللتدخل الروسي، ولقطعان "الميليشيات" الإرهابية - المذهبية ك "فيلق القدس" بقيادة قاسم سليماني، و"حراس الثورة الإيرانية" بقيادة محمد علي جعفري. لقد كان على الهيئات الإقليمية والدولية كلها ألا تبْقى تفتح أبوابها للأنظمة الاستبدادية، التي من بينها أيضاً نظام معمر القذافي الذي كان قد حوَّل "جماهيرته" البائسة إلى قوة إرهابية وإجرامية، كانت تسقط الطائرات المدنية، وتفجر الفنادق، وتغتال الأبرياء، وتنفق أموال الشعب الليبي على تنظيمات كانت تستخدم في مهمات قذرة وفي أفعال وعمليات يجب فتح ملفاتها عندما تستقر أوضاع هذا البلد الذي لا يزال تتلاعب بأمنه واستقراره بعض الدول العربية. لقد كان من الضروري أن يوضع حدٌّ ل "العقيد القذافي" منذ البدايات بطرد نظامه من الجامعة العربية، ومن الأممالمتحدة ومن الهيئات الدولية كلها، وكان يجب أن ينطبق هذا على كل الدول والأحزاب والتنظيمات التي كانت تتعامل معه وتؤجر بنادقها لجرائمه ولنزواته، والمعروف أنه كان قد استضاف الإمام موسى الصدر ومعه رفيقيه الشيخ محمد يعقوب والصحافي عباس بدرالدين ثم بادر إلى اغتيالهم لحساب الخميني عشية القيام بثورته ثورة عام 1979. وهكذا.. لماذا يا ترى يبقى نظام بشار الأسد ممثلاً في الأممالمتحدة وهو قد فعل كل هذا الذي فعله والذي ارتكب كل هذه الجرائم التي ارتكبها ضد الشعب السوري.. ويقيناً أن هذا يجب أن ينطبق على إيران وعلى غيرها من الدول، وبعضها عربي، التي لم يعد هناك أدنى شك بأنها المسؤولة عن إنشاء وبقاء العديد من التنظيمات الإرهابية المعروفة وغير المعروفة!.