في يوم الجمعة 22 مارس 2019 "يوم المياه العالمي" تحدث خطيب الجمعة في أحد مساجد المدينةالمنورة حديثاً جيداً عن أهمية المياه وعدم الإسراف في هذا المورد الثمين. وحث الخطيب الحاضرين من المصلين على عدم الإسراف في الماء، وأهمية التوعية للجميع في الحفاظ على كل قطرة ماء. فالمياه هي اللبنة الأساسية للحياة، وهي ليست مجرد ضرورة لإرواء الظمأ بل هي أيضاً ضرورية لصحة الإنسان. وقد ذكرت في كتابي "المياه في القرآن الكريم: الدلالات العلمية" أن الماء مخلوق عجيب، يتميز بتركيب كيميائي بسيط للغاية نتيجة اتحاد جزيء من ذرتين من الهيدروجين وذرة واحدة من الأكسجين، وفق رابطة تشاركية قوية جداً. والماء هو المركب الكيميائي الوحيد الذي يوجد في الطبيعة في صوره الثلاث. وهي حكمة بالغة الدلالة على قدرة الله في آياته. ففي الحالة الصلبة تكون المياه جليداً، وفي الحالة السائلة تغطي المياه المسطحات المائية كافة، أما في الحالة الغازية فتوجد المياه في الغلاف الجوي على هيئة سحاب أو ضباب. وتستمر دورة المياه في الطبيعة دون انقطاع، تتحول من صورة إلى أخرى في نظام فريد لا يتغير.. فسبحان الله رب العالمين. والماء نعمة من نعم الخالق للبشرية، حيث لا يمكن أن تستمر الحياة بصورها كافة بغير وجود الماء، وقد أشار إلى ذلك القرآن الكريم في محكم آياته، حيث قال سبحانه وتعالى: (وجعلنا من الماء كل شيء حي أفلا يؤمنون) الأنبياء - 30. ومن أجل المحافظة على المياه لابد من التوعية المكثفة للأسرة والمجتمع، عبر وسائل الإعلام المختلفة ووسائل التواصل الاجتماعي. ومن الطرق العملية يمكن أن نذكر ما يلي: أهمية بناء السدود والمحافظة عليها والتي تخزن المياه الفائضة عن الأمطار. معالجة مياه الصرف الصحي واستخدامها في الري والصناعة. تشديد العقوبة على من يتسبب بهدر المياه أو تلوثها. استخدام طرق الري الحديثة والتركيز على زراعة النباتات والأشجار التي تحتمل عدم وجود المياه لفترة طويلة. تركيب قطع التوفير وترشيد الاستهلاك على مخارج المياه في المنازل وفي مشروعات الإسكان والبلديات. فتح صنبور المياه عند الاستخدام فقط، وأن يكون تدفق المياه حسب الحاجة. إعادة استخدام الماء المستخدم في الغسيل لري المزروعات والحدائق بدلاً من استخدام الماء الصالح للشرب.. إن استراتيجية المياه في المملكة في ظل رؤية 2030 تهدف إلى المحافظة على المياه والعمل على التصدي لجميع التحديات. كما تهدف إلى الاستفادة من الدراسات السابقة والمستمرة، وإصلاح قطاع المياه والصرف الصحي. ومن أجل التنمية المستدامة للموارد المائية، لابد من توفير الخدمات الجيدة وبأسعار معقولة للمواطنين.