قال الله تعالى (وجعلنا من الماء كل شيء حي).. ذلك المخلوق العجيب البسيط هو غاية في الإعجاز في تركيبه ووظيفته، فتركيبه البسيط جداً أعجز العلماء والباحثين. حاولت أتتبع الابحاث التي أجريت على طبيعة الماء وتأثيرات ووجدت أن كل نتيجة يتم التوصل إليها معجزة بحد ذاتها، فالتركيب الكيميائي البسيط بحد ذاته معجز فهو مكون من ذرتي هيدروجين - وهو أصغر عنصر كيميائي - وذرة أكسجين، فتكون نسبة الهيدروجين الى الأكسجين 2: 1 ولهذا يتبخر ويتطاير في طبقات الجو لخفة الهيدروجين، ونلاحظ أن تركيب المواد الحيوية مثل الانسان والحيوان والنبات تكون نسبة الهيدروجين الى الأكسجين كتلك النسبة. اتجه علماء للحديث على أن الاعجاز في خلق الماء يكمن في الزاوية التي تتشكل عند ارتباط تلك الذرات مع بعضها، واتجه آخرون لتقسيم الماء بناء على قيمة تلك الزاوية الى ماء حي وماء ميت. الماء مكون من ذرتي هيدروجين - وهو أصغر عنصر كيميائي - وذرة اكسجين، ومهما تعددت النظريات وتشعبت المعلومات حوله الا أن المعجز حقاً أن يكون بهذه البساطة ولا يمكن لكائن حي أن يعيش بدونه، ولا يمكن لأي عملية حيوية تحدث في انسان او حيوان او نبات بدون الماء فهو بيئة التفاعلات الكيميائية وأساس لكل تفاعل، ويعمل الماء عمل زيوت التشحيم أثناء حركة العضلات والأنسجة لتقليل احتكاكها لهذا عندما يختل التوزان المائي يتيبس الجسم، كما أنه مركب أساسي للدم ولو اختلت نسبة البروتين التي تنظم سيولة الدم لتجمع الماء في الساقين لأن الماء ثقيل فتجذبه الأرض لهذا يحدث نوع من التورم للساقين لدى الحوامل عندما يختل ذلك التوزن قليلاً، ومن اهم وظائف الماء في الجسم انه ينظم درجة الحرارة من خلال التعرق. أيضاً يفرز الجسم حوالي 8 لترات من الانزيمات غالبيتها ماء، وقائمة تطول في تعداد فوائده ومهامه. من الأشياء المعجزة حقيقة بالإضافة لتركيبه البسيط وزاوية الهيدروجين مع الأكسجين، يأتي اعجاز جديد هو شكل التركيب نفسه فتكوّن ذرات الهيدروجين والأكسجين شكلا هرمياً لتشكل جزيء الماء بحيث يمكن تداخل تلك الجزيئات بشكل محكم فلا يمكن ان يوجد فراغات بين الجزيئات إلا فراغات الهواء بحيث تستطيع أن تتباعد ببساطة كما يحدث في البخار او السحاب فلو جمعنا كميات من البخار و السحاب وضغطناه كوّن ماء كما يحدث في عملية المطر، والذي يقوم بعملية الضغط تلك هو اختلاف الضغط الجوي مع برودة الجو في طبقات الجو مما يجعل تلك الجزيئات تتجاذب لبعضها وتترابط فتكون قطرات ثقيلة لا يستطيع الهواء حملها فتسقط مطراً على الأرض. الأبحاث التي أجريت على طبيعة الماء وتأثيراته وجدت أن كل نتيجة يتم التوصل إليها معجزة بحد ذاتها الماء لا ينضغط بحيث يمكننا أن نجعل نفس الكمية في حجم اصغر كما نفعل بالهواء مثلاً لهذا يستفاد منه في عمليات الهيدروليك التي جاء اسمها من الماء لأن كلمة "هيدرو" تعني الماء ويستفاد منه حالياً في عمليات قص الصخور والحديد الصلب فالآن يستخدم الماء المضغوط جداً كمنشار لقص تلك المعادن الصلبة فهو أفضل من الليزر على دقته لأنه يترك الجزء المقطوع ناعماً، فلم يكن أحد يتصور أن الماء سيقطع الحديد لكن إعجاز الله في خلقه لا حدود له. من الأمور المعجزة أن الماء لا يحتاج الى هضم، وهذا الأمر ليس سهلاً فلو احتاج الى هضم فيحتاج الى انزيمات هاضمة او هرمونات التي لو نقصت او اختلت كما يحدث لمرضى السكري حيث يفقد تأثير هرمون الانسولين فلا يستطيع الجسم ايصال السكر للخلايا، ولو حدث هذا للماء لما استطعنا الاستفادة منه ولتوفي المريض في الحال.