استضاف النادي الأدبي بالأحساء الباحث الصيني الزائر بمركز البحوث والتواصل المعرفي لي شي جيون في محاضرة بعنوان (كيف نفهم الثقافة الصينية) أدارها الخبير الاستراتيجي الدكتور أحمد الشهري؛ وتحدث جيون عن مكانة الصين كواحدة من أقدم دول العالم وأغزرها كثافة سكانية وصفات أهلها وموروثها الثقافي من خلال بعض الصور التي تشتهر بها كالتنين والباندا واللونين الأبيض والأسود كرمزين للرجل والمرأة في محاولة سعي الحضارة الصينية للتوازن بين الرجل والمرأة، ثم تحدث عن الشاي الصيني وتفضيله بدون سكر باعتبار المرارة تصفي النفس والروح ويذكر الصينيين بأوقات عصيبة في تاريخهم، ثم تطرق إلى بعض المفاهيم الفلسفية لدى الصينيين وأهمها علاقة الإنسان بالطبيعة وعلاقته بالمجتمع كمنطلق للاندماج في الأسرة والعشيرة، وانطلق من علاقة الإنسان بالطبيعة إلى حب الصينيين لشجرة البامبو وكثرة أشعارهم فيها لأنها رمز للصبر لكونها تنبت في الأحجار ولا تتأثر بالعوامل الجوية، وتناول التركيبة الاجتماعية للشعب الصيني وتشابهه مع المجتمع السعودي، ومع تعدد القوميات بالصين التي تبلغ 56 قومية إلا أن هناك ترابطا بين القوميات المختلفة ويتحدثون الصينية الفصحى مع تعدد لهجاتهم. وتناول المعنى اللغوي للصين أنها تعني الدولة الموجودة في وسط العالم لذلك يعمل أهلها على دعم وتقوية أواصر الود مع كافة الشعوب. وكذلك تحدث عن أهم المفاهيم الرئيسة للفكر والثقافة الصينية وان القلب يتكون من الشفقة والإحساس والضمير وفي معتقدهم أن الرؤية يجب أن تكون بالقلب، وأما الصدق فهو أساس يبنى عليه كل شىء وجوهر أساسي للأخلاق، وتحدث عن التوازن بين الفرح والحزن لدى الصينيين، ومن المفاهيم الراسخة لديهم تهذيب الذات وتنظيم الأسرة والحوكمة وتحقيق السلام لكل البشر، وتحدث عن الوسطية والاعتدال باعتبارها المستوى الأعلى من مستويات الفضيلة، وفيما يخص الأدب الصيني الحديث اوضح انه أصبح ضعيفا والسبب يرجع إلى الاقتصاد. وفي تعليقه ذكر الدكتور أحمد الشهري أن الصين أصبحت تقدم نفسها للعالم عن طريق القوة الناعمة وهذا ما تسعى إليه المملكة وتراهن عليه وقد سبقنا الصين في وسطيتنا، ثم تساءل عن نظرة الشعب الصيني للملكة؟ فأجاب جيون: مواقف المملكة لا تنسى في مساندة الصين أثناء أزمتها مع زلزال 2008م وأن دوره هو تقديم المملكة للصينيين بصورتها الحقيقية. وفي مداخلته أكد رئيس نادي الأحساء الأدبي الدكتور ظافر الشهري أن ما رآه الضيف في الأحساء من حفاوة هو طبيعة شعب المملكة.. يحتفون بضيفهم وهم شعب قيم عليا ومثل أخلاقية راسخة. من المحاضرة