عرّف نادي مكة الثقافي الأدبي جمهوره بثقافة الصين وآدابها من خلال محاضرة قيّمة للباحث علي بن شويمي المطرفي أقامها مساء الاثنين الماضي. بدأ اللقاء بكلمة لرئيس النادي الدكتور حامد الربيعي ونوّه فيها بعمق العلاقة بين المملكة والصين، وبأهمية التبادل الثقافي بين الشعوب في إطار رؤية 2030. وأبان أن اللقاء سيشمل تكريم المحاضر بمناسبة حصوله على جائزة الكتاب المتميز الصينية عن كتابه «جمال الصين بين السور والتنين» الذي يشكل بادرة رائدة في دور المثقف السعودي حين يغادر وطنه إلى بلدان أخرى في إقامة الجسور بين بلاد الحرمين الشريفين وتلك البلاد من خلال إصدارات تقدّم للمكتبة السعودية والعربية الجديد والمفيد من الكتب والمؤلفات. ثم ألقى المحاضر المطرفي محاضرته معرفاً أولاً بمفهوم الثقافة التي تختلف بين الشعوب في تمثلها، مشيراً إلى أن الفكر الصيني يتخذ من الثقافة قوة وسلطة موجهة لسلوك المجتمع والتي من خلالها قد يتحدد لأفراده تصوراتهم عن أنفسهم والعالم من حولهم. وأضاف قائلاً: الثقافة الصينية ترى أولاً وقبل كل شيء أن تكافل الإنسان والطبيعة في تناغم تام هو الطريق الأساس الذي يسلكه الإنسان في سبيل بقائه. وحول العلاقة بين الثقافة والأدب، أوضح المطرفي أن الأدب هو المكوّن الأكثر حيوية وروعة في الثقافة الصينية وفي مسيرة تطوّر التاريخ الصيني، وأشار إلى وجود إبداعات أدبية تصوّر حياة الصينيين من جميع نواحيها، ومن هذه الإبداعات على وجه الشهرة والمتعة الأدبية روايات: «الممالك الثلاث» و»على ضفة البحيرة» و»رحلة إلى الغرب» و»حلم القصور الحمراء». وفي مقارنة بين الثقافتين الصينية والغربية، خلص الباحث المطرفي إلى أن الثقافة الصينية تجسّد الفكر الإنساني بجلاء، وهي تهتم بالتناغم الاجتماعي ومبدأ الوسط، كما تزخر بمشاعر التعلق بالأرض والفرح والفن، وفيها ازدواجية عريقة بين لغات عامية ولغة أدبية خضعت بدورها لتغيرات وتقلبات، والصينيون متمسكون بتاريخ آدابهم اعتزازاً بأمجاد أوائلهم، والثقافة الصينية نتيجة تلاقح حضارات قديمة وحديثة وثقافات كثيرة متعددة من مختلف قارات الأرض.