تُعد معاناة مرضى الفشل الكلوي شبه أزلية، فقد لا يستطيع بعضهم ممارسة حياته بشكل طبيعي؛ بسبب صعوبة ما يعيشه من ألم وإجهاد نفسي، وهناك كثير من الأشخاص في مراحلهم المبكرة من حياتهم مع الأسف يصيبهم هذا المرض، ويعيقهم عن ممارسة حياتهم ووظائفهم، فالموظف المصاب بهذا المرض من الأرجح أن يترك وظيفته، ولا يستطيع الإكمال فيها؛ بسبب حالته الصحية، والبعض الآخر يكمل حياته متعايشا مع هذا المرض، وفي الغالب يكون مزمناً ويصيب كبار السن، وأيضاً يصيب الشباب والشابات في بداية حياتهم. وعلى هذا المنطق فقد أعلن صندوق التنمية البشرية "هدف"، برنامج دعم أجر غسيل الكلى، وهي عن طريق تحفيز منشآت القطاع الخاص على توظيف مرضى الفشل الكلوي، واستمرارهم في الأعمال والوظائف التي التحقوا بها بما يحقق الاستقرار الوظيفي لهم، على أن يعوض الصندوق منشآت القطاع الخاص عن أجر أيام الإجازة، التي يأخذها الموظفون للقيام بالغسيل الكلوي للتنقية الدموية، حيث سيحقق هذا الدعم استقراراً وظيفياً لمرضى الكلى، وممارسة حياتهم الوظيفية بشكل طبيعي من دون قلق أو توتر، إضافةً إلى المداومة على مراجعاتهم الطبية والذهاب إلى الغسيل مع تغطية عملهم بشكل طبيعي من دون أن يشعروا بأن المرض عائق في مسيرة حياتهم. خدمة ميسرة وتُعد الخدمة ميسرة لإزالة العوائق التي يواجهها كل مريض بالفشل الكلوي، والخدمة الميسرة هي وسيلة لمعاملة الأشخاص لكن بطريقة مختلفة جداً، لإتاحة فرصة لاستمرار الجميع في أعمالهم، والخدمة الميسرة هي بسيطة وغير مكلفة وتعتبر جدية في الاقتصاد، ويجب على أصحاب العمل تقديم هذه الخدمة لضمان تيسير الأمر لأي موظف ممكن أن يواجه عوائق في مكان عمله، بسبب الإعاقة، أو المرضى المزمن، أو حالة صحية مزمنة. ويضطر الموظفون المصابون بالفشل الكلوي إلى التوقف عن العمل في فترات معينة، ومن هنا تقدم لهم الخدمات التيسيرية، وهي فرصة السماح بساعات عمل مرنة تتناسب مع أوضاعهم، لكن البعض الآخر يحتاج إلى غسيل كلى في فترة زمنية طويلة، وفي هذه الحالة يسلط النظر على إجراء تغييرات تتناسب مع حالته الدائمة في ترتيبات عمله. عمق الحالة وتتفاوت الخدمات المقدمة لمرضى الكلى على حسب عمق حالته الصحية، وتختلف من شخص لآخر، وهنا يجب على المديرين التحدث مع الموظفين بشأن الصعوبات التي يواجهونها كونهم مصابين بالمرض، ومن الممكن أن يكون الموظفون المصابون قد تعايشوا مع مهنتهم وسط مرضهم، وتغلبوا على الصعوبات التي تواجههم، ومن الممكن أن تقدم الخدمات التيسيرية كوعي مع الزملاء الذين يخالطون مرضى الفشل الكلوي في مكان العمل، ومحاولة تقبل الأشخاص من ذوي الإعاقة، ويمكن أن تنحصر الخدمات التيسيرية في احتياج الموظفين ذوي أمراض الكلى المزمنة إلى تغيير في نمط العمل أو الأدوار الوظيفية، ومن الممكن أن تشمل الخدمات تسجيل بيانات المنشأة. إجهاد نفسي وكل شخص من الطبيعي أن يشعر بتغيير كبير في حياته عندما يعلم بمرضه، ويمر بتغيرات مزاجية تؤثر فيه بشكل كبير بعد الإصابة بالمرض المزمن، ومن الممكن أن تكون المشاعر جديدة على المريض من خوف وقلق وإجهاد نفسي، وينبغي في هذه الحالة أن يتلقى الدعم النفسي والعاطفي من قبل جهة عمله، وبعض الأحيان تختفي هذه الأعراض تدريجياً نتيجة الاعتياد والتأقلم مع طبيعة المرض، ويجب في هذه الحالة أن يكون هناك دعم كبير من قبل الرئيس والموظفين المجاورين للمريض ليشعر بالأمان والإحساس بالوضع الطبيعي، وغالباً ما يحتاج بعض الموظفين إجازة بسبب المواعيد الطبية. ويعتبر الدعم تحفيزاً للمنشآت في القطاع الخاص على توظيف مرضى الفشل الكلوي، واستمرارهم في العمل بشكل طبيعي من خلال تعويض المنشآت عن أجر أيام الإجازة التي يأخذها الموظفون للقيام بالغسيل الكلوي، لتحقيق الاستقرار الوظيفي، ويمكن لصاحب المنشأه تقديم طلب الدعم عن طريق تسجيل بيانات المنشأة في نظام التوظيف والتدريب، على أن يتحمل صندوق تنمية الموارد البشرية أجر أيام الإجازة التي يأخذها الموظف المريض، وتعويض المنشأة عن أيام العمل التي تغيب فيها الموظف لقيامه بالغسيل الكلوي، ويحسب الأجر الشهري بناء على الأجر المسجل لدى التأمينات الأجتماعية. مسؤولية اجتماعية من جهته، أكد خالد أبا الخيل المتحدث الرسمي لصندوق تنمية الموارد البشرية -هدف-، أن برنامج دعم أجر أيام غسيل الكلى يشمل المرضى بالفشل الكلوي حتى لو كانوا مدعومين ضمن برامج أخرى، حاثاًّ مرضى الفشل الكلوي العاملين في القطاع الخاص إلى الاستفادة من برنامج دعم أجر أيام غسيل الكلى، الذي يهدف إلى مساعدتهم على الاستمرار في أعمالهم بما يضمن لهم تحقيق الاستقرار الوظيفي، مضيفاً أن صندوق تنمية الموارد البشرية -هدف- يدعم مرضى الفشل الكلوي السعوديين من الجنسين العاملين لدى منشآت القطاع الخاص خلال مدة عملهم، من خلال تعويض المنشآت بأجور الأيام التي يحتاج إليها الموظف لغسيل الكلى، مبيناً أن البرنامج يهدف إلى تحفيز منشآت القطاع الخاص على توظيف مرضى الفشل الكلوي واستمرارهم في العمل، مشيراً إلى أن البرنامج يعد نوعاً من أنواع المشاركة والمسؤولية الاجتماعية التي يقدمها الصندوق لمرضى الفشل الكلوي من موظفي القطاع الخاص، من خلال تحمل أجر أيام غسيل الكلى التي يأخذها الموظف وباعتبارها إجازة مدفوعة الأجر.