عامل مؤثر في بناء العلاقات العملية والاجتماعية، والمشاركة الفعالة في الحوارات وترك انطباع إيجابي عن شخصية الإنسان. الاتجاهات الإيجابية يحتاجها الإنسان في مواقف كثيرة، في البيت، في المدرسة، في الشارع، في العمل. ولهذا نجد برامج التعليم والتدريب لا تكتفي بتقديم المعارف والمهارات العملية بل تعمل على تعزيز الاتجاهات الإيجابية التي تساعد الإنسان على احترام الآخرين، وحب العمل، والتفاعل الإنساني الإيجابي. هي طاقة تولد الانضباط والشغف بالعلم والعمل، هي مفتاح الشخصية في التعارف وفي مقابلات التوظيف، هي التأسيس للسلوك الحضاري في المواقف المختلفة، وهي المعبر عن شخصية الإنسان وثقافته وتربيته والقيم التي يؤمن بها. هي موضوع يندرج تحت العلوم السلوكية القائمة على مبادئ تساهم في فهم السلوك الإنساني، وهو موضوع يستحق العناية به منذ مرحلة الطفولة. هذه العناية تقتضي التدرب على التفكير الإيجابي والتعامل مع الضغوط والمواقف الصعبة بعقلانية، وتجنب التشاؤم واصطياد السلبيات. كما تقتضي تعزيز ثقافة التسامح وتقبل الاختلاف. من جرب القيام بمقابلات توظيف -وهي أحد المواقف التي تختبر الاتجاهات- يعرف مدى تأثير الاتجاهات كمعيار في اتخاذ قرار التوظيف حتى إنه قد يتفوق على معياري المعرفة والخبرة. لماذا؟ لأن الشخص الإيجابي سيكون مقبلاً بشغف على التعلم واكتساب الخبرة، أما السلبي فيرى نفسه أجدر من غيره ويجب توظيفه دون مقابلة. هذا السلبي إذا سألته ليحدثك عن تجاربه وخبراته، سيقول لك مستنكراً: ألم تقرأ السيرة الذاتية! وإذا سألته ماذا يعرف عن الجهة التي سيعمل بها؟ سيقول لك: سأعرف لاحقاً عندما أعمل معكم. المشاعر الإيجابية تؤثر في حياة الإنسان بشكل عام، تجعله يبحث عن الأشياء الجميلة، مصدر للابتسام والتفاؤل، متعاون، يحترم الآخرين، ينتقد بموضوعية، يسيطر على انفعالاته، يبحث عن الحلول وليس المعوقات، متسامح يتعايش مع الجميع. الاتجاهات الإيجابية لدى الإنسان تجاه الآخر هي مفتاح الباب المؤدي إلى التسامح والتعايش مهما كانت الاختلافات. تعزيز هذا الجانب مهم جداً في تنمية العلاقات الإنسانية بين الشعوب. ما هي المتعة حين يسافر إنسان من بلده إلى بلد آخر وهو يحمل عن أهل هذا البلد الآخر مشاعر سلبية، هل يسافر الإنسان إلى الشوارع والبنايات والأسواق والمطاعم وأماكن الترفيه أم إلى الناس؟!