منذ نشأة الدولة السعودية الثالثة في عهد المؤسس الملك عبدالعزيز -طيب الله ثراه- ومن بعده أبناؤه الملوك وبلادنا تبذل جهودها ومساعيها تجاه قضايا الأمتين العربية والإسلامية مسجلة بذلك مواقف إسلامية وعروبية مشرفه لا تحتمل التزييف والانكار فهي معلنة وراسخة وموثقة منذ عقود، ففي كل قضية عربية وإسلامية تجد السعودية تتقدم الصفوف لتبادر بتقديم التضحيات الاقتصادية والسياسية، باذلة عطاءها ومساعداتها الإنسانية، ومساهماتها الملموسة في تحسين الأوضاع الصحية والمعيشية، وسعيها الدائم للاستثمار المباشر وغير المباشر لدعم استقرار تلك الدول والوقوف بجانبها لتتجاوز أزماتها المصيرية، لقد قدمت "مملكة الإنسانية" خلال عشر سنوات من العطاءات والمساعدات والمنح ما فاق 35 مليار دولار، وقدمت أكثر من 33 مليار دولار مساهمات مباشرة في 1421 مشروعاً إنسانياً تنموياً خيرياً استفادت منه نحو 81 دولة، ناهيكم عن المواقف الشعبية العظيمة التي سطر فيها الشعب السعودي أنبل المواقف منذ قدم التاريخ عندما هب مرات عديدة للتبرع بمدخراته وأمواله وكل ما يملك نصرةً للشعوب العربية والإسلامية. إلا أننا في المقابل لم نجد من بعضهم "الكثير" إلا الجحود والنكران، وهو أمر لا يعنينا فمساعي بلادنا بقيادتها وشعبها خالصة لوجه الله تعالى ولا تنتظر شكرًا من هؤلاء الجاحدين، فهي نابعة من حس ديني وإنساني نبيل يعكس مروءة وشهامة ونقاء وطبيعة المجتمع السعودي وقيادته، وهذا أكبر من أن يدركه حاسد "ولد حقوداً وعاش حقوداً وسيموت حقوداً"، لكن هؤلاء السقط من الجاحدين تجاوزت بهم الكراهية والحقد حدود المعقول عندما لم يكتفوا بالبقاء في قيعان مستنقعاتهم بل آثروا الخروج وإعلان العداء المطلق لبلادنا من خلال اتهاماتهم الباطلة وآرائهم المضللة وافتراءاتهم الساقطة وتزويرهم للحقائق التاريخية الدامغة والمثبتة، مهرولين بفجورهم لخنادق أعداء المملكة، مرددين بسذاجتهم المعهودة شعاراتهم البائدة، متجاهلين واقعهم المخجل وحقيقتهم البائسة حيث اجتمعت فيهم اللئامة والجحود. لقد قدمت السعودية وما زالت تقدم لقضايا الأمتين العربية والإسلامية كل ما تستطيع وما هو معلوم وغير معلوم من باب مسؤوليتها القيادية والتاريخية ومكانتها الدولية ودورها الريادي في معالجة قضايا العالمين الإسلامي والعربي بعيدًا عن الاستعراض، لهذا هي لا تلتفت لضوضاء الناعقين من أصحاب القلوب السوداء فمواقفها وأفعالها سطرتها الإحصائيات الرسمية والمقرات الدولية، وهي من ترد على كل ناعق أراد أن يجد لنفسه قيمة تنتشله من الحضيض فلم يجدها إلا في ذكر السعودية. ستمضي السعودية قدمًا نحو مستقبلها بعون الله وستترك للناعقين مساحات أكبر تحسباً لما هو قادم من نجاحات وإنجازات ستثير أحقادهم وحسدهم أكثر.