إذا كان ربيع هذا العام قد خالف الكثير من توقعات بعض أهل الخبرة وخبراء الطبيعة ممن أفتى بإصابة الأرض بالعقم نتيجة استنزاف البذور؛ بسبب حالات الجفاف المتوالية مع ما واكب ذلك من رعي جائر تسبب في استهلاك أو انعدام البذور؛ فإن ربيع العام 1440 ه، قد أنبت زهورا وأعشابا لا ترى في المملكة، إلاّ في النادر من السنوات ومنها زهور الديدحان (الشقار الإكليلي) المعروف بلونه الجميل الزاهي، والذي ارتبط بالأدب العربي باسم «شقائق النعمان» بعد ما نبت كما يقال على قبر النعمان بن المنذر أشهر ملوك الحيرة عند ما داسته فيلة الفرس بعد معركة ذي قار، وبعد رفضه تسليم نساء العرب. واشتهر اسم الديدحان بشكل واسع في منطقة نجد ومناطق أخرى ما كانت تعرفه إلا بعد قصيدة المرحوم الأمير محمد الأحمد السديري والأبيات، التي طرحت الديدحان للمداولة والسؤال عن ماهيته، وهل هو نبات أم طير أم كائن صحراوي آخر في قوله: نشوف فيه الديدحان متوالي مثل الرعاف بخصر مدقوق الالعاس ينثر على البيداء سواة الزوالي يشرق حماره شرقة الصبغ بالكاس وكانت الميزة أو المفاجأة الأخرى حسب ما تناقلته منصات التواصل الاجتماعي ظهور الديدحان خلال ربيع هذا العام في أراضٍ لم يذكر أن شوهد بها مثل بعض صحارى المنطقة الوسطى.