ظهرت -مؤخراً، شمال الجوف- زهرة الديدحان؛ حيث عانقت -بلونها الأحمر- أشعة الشمس مبهرةً زوار المنطقة. ولنبات الديدحان عدد من الأسماء المحلية والشائعة والإقليمية، منها (المغزرة)- (البختري)- (الحسار)، والاسم العلمي هو (roemeria hybrida). ولا ينبت الديدحان إلا في أواخر الشتاء، ولا ينبت إلا في سنوات غزيرة المطر، ومنابته؛ الفياض وأطراف الريضان، ويتشابه مع شقائق النعمان في حمرة زهره. وزهرة الديدحان -أو الخشخاش المنثور، كما يسميه علماء النبات- من أسمائه الشائعة: زغليل– خشخاش، وهو نوع نباتي ينتمي إلى جنس الخشخاش من الفصيلة الخشخاشية، وهذا النوع يختلف عن النوع الذي يستخلص منه الأفيون، والذي يعرف باسم الخشخاش المنوم. وتعتبر زهرة الديدحان -أو الخشخاش المنثور- من الأعشاب السامة، وذلك لأثره السلبي على الجهاز العصبي، فهو يسبب نقصاً في معدل التنفس، ونقصاً في الأكسجين الواصل إلى الأنسجة، ومن أعراضه تقلص بؤبؤ العين، ليصبح بحجم رأس الدبوس الصغير. ورغم أنه تم تصنيفها من الأعشاب السامة، فإن لونها الجذاب، جعل شعراء الغزل والحب يتغنون بها؛ حيث يقول الأمير محمد الأحمد السديري: متى تربع ديارنا والمفالي // تخضر فياضه عقب ما هي بيباس تشوف فيها الديدحان متوالي // مثل الرعاف بخصر مدقوق الالعاس ينثر على البيدا سواة الزوالي // ويشرق حماره شرقة الصبغ بالكاس ويقول الشاعر عبدالله القضاعي: يا راكب حمراء براسه صعاله // هي منورة الطارش ليا صنقر اللال حمراء ولا لمس الحوير مشاله // ولا لقطه لمقطب الحبل جمال كالديدحانة يوم تنظر دلاله // لايشاف وصفه مولع الهج يهتال وقد أخذ ورد الديدحان حظه الوافر لدى شعراء الغزل؛ حيث قال أحدهم: خرس العيون وديدحان على الجيد // وغر وشفايا مثل سلك الحريري وقال الآخر: الصاحب اللي كن عينه غديري // ولا كن فاللبة زهر ديدحاني وقال الآخر: لا جعلن تجليع جول الغرانيق // يمسن دار نبته الديدحاني