التطور المتنامي الذي تعيشه عاصمة بلادنا الحبيبة قفز بها مراحل الزمن باتجاه الحداثة الممزوجة بالأصالة المتجذرة في عروق التاريخ، من يعرف الرياض قبل نصف قرن من الزمن ورآها اليوم، يجزم أنها ليست هي، فشتان كيف كانت الرياض، وكيف أصبحت، وكيف ستصبح - بإذن الله -، الرياض نمت نمواً غير مسبوق في تاريخ المدن، وتوسعت في كل الاتجاهات بعدما كانت أحياء متفرقة، بينها مساحات شاسعة من الأراضي الفضاء، لم تكن الخدمات متوفرة فيها كما هي اليوم، كانت مجرد مدينة تنمو ببطء، فقيض الله لها الملك سلمان عندما كان أميراً للرياض، فكان هدفه أن تصبح الرياض عاصمة يشار إليها بالبنان، تضاهي العواصم العالمية، وتتفوق على عواصم سبقتها في النشأة، الملك سلمان لم يكن يريد أن تصبح الرياض مدينة كبيرة في المساحة، بل كان يهدف أن تكون عاصمة المملكة منارة المدن العربية ومنافسة للعواصم العالمية بكل مكوناتها، وحتى تفاصيلها الصغيرة التي نعيشها كل يوم. حزمة المشروعات التي أطلقها الملك أمس تأتي في إطار هدفه أن يتم تطوير نمط الحياة في عاصمتنا الحبيبة مما سينعكس بأثر إيجابي على حياة المقيم فيها والزائر لها، ولن يقف الأمر عند هذا الحد، فهناك جانب استثماري مهم للقطاع الخاص بكافة قطاعاته، مما يؤكد على شراكته مع القطاع العام في العملية التنموية المستمرة دون توقف، ضمن برنامج عمل متكامل يحقق مستهدفات رؤية 2030، أن تكون عاصمتنا الحبيبة من أوائل العواصم العالمية نهضة وتنمية وبيئة خضراء ترفع من المستوى الصحي لسكان العاصمة. الاهتمام الكبير والإشراف المباشر من خادم الحرمين وسمو ولي العهد على تلك المشروعات العملاقة يؤكد بما لا يدع مجالاً للشك أننا أمام مشروع تنموي عملاق يزيد من جمال عاصمة بلادنا، ويجعلها في مقدمة مدن العالم.